“أنت لا تكرهني ، أنت تكره الصورة التي كونتها عني ، وهذه الصورة ليست أنا إنما هي أنت!”
“لا أحس بنفسي، لا أحس بجسمي،لا أحس بأني أحيا إذا لم أعانقجسدا آخر.ولماذا، اذا، لا أجاهر: كلا.لا أريد الحياة اذا لم تكن بدعةًولماذا، اذا، لا أعيش كمثل الطبيعة، في لا مكانوأقول لمنفاي: أنت الوطنأيهذا الصديق العدو الزمن؟”
“إنَّ الصوفيَّ مأخوذٌ بما لا يُنال، بما لا يتحققُ. ليسَ لأنه ضد ما يتحقق، بل لأن هذا الذي يتحقق ليس إلا ظلَاً أو صورةً من معنى لا يُستنفذ، ولا يُحاط به. فما يريده لا تحقُّق له. يظل غياباً. ومن هنا يكون الموتُ، الغيابُ عن الصورة والحضور في المعنى، الطاقة التي يتحقَّق بها ما لا يتحقق. ويكون الموت بهذا المعنى حياةً ثانية بل يكون الحياةَ التي لا موتَ بعدها.”
“أيها البحر يا صديق الجرح ، أيها الجرح يا صديق الملحأيها البحر الأبيض أيها الفرات يا أياماً بلا رقم أيها العاصي ياسريراً بلا طفلو أنت يا بردي _لقد شربتكِ جميعاً وما ارتويت ، لكنّي تعلمت الحب ،ووحده اليأس جدير بالحب .”
“حين كان يقال للعربي في الماضي : أرفض الفلسفة اليونانية ، فإنما كان يُقال له : لا تأخذ الأفكار التي تخلخل القيم التي تقوم عليها السلطة . تماماً ، كما يقال له اليوم ، لا تستورد الأفكار الغريبة أو الغربية ، - أي لاتكتسب المعرفة التي تخلخل ثقافة السلطة وقيمها . فالتراث في المنظور الذي يُدرس به اليوم ، وفي طرق الدراسة ، هو تراث السلطة ، وهذا المنظور وهذه الطرق تدعم وترسّخ النظام الثقافي الذي تنهض عليه وبه السلطة .”
“من يعيد تقييم الثقافة العربية ، اليوم ، وبخاصة في ماضيها ، هو كمن يسير في أرض ملغومة : يجد نفسه محاصرًا بالمسلمات ، بالقناعات التي لا تتزحزح ، بالانحيازات ، بالأحكام المسبقة . وهذه كلها تتناسل في الممارسة شكوكًا واتهامات وأنواعًا قاتلة من التعصب . فليس الماضي هو من يسود الحاضر، بقدر ما تسوده صورة مظلمة تتكون باسم هذا الماضي”