“لكن الذات المكتفية بذاتها , الذات الأنانية المتقوقعة و المستقلة دون "نقطة ارتكاز في الواقع الملموس " بدون سبب رئيسي و لافهم حياة ثابتين , ليس الا ذاتا فارغة امام حرية مرعبة في ان تختار ما تشاء , لابد هنا من رفض هذ الذات و احتقارها لان استقلالها استقلال وهمي فقط , و تكفي أي هزة لتحطيمه , هنا يصبح الانتحار أعلى أشكال توكيد الذات لأنه الخطوة الأخيرة الممكنة في الاتجاه نفسه : إنه الفعل الحقيقي الذي يقلب وجود الفرد رأسا على عقب دون أن، يتطلب تغيير الاتجاه جذريا”
“تحقيق الذات ليس هو الغاية القصوى عند الانسان, ولا حتى مقصده الأول. ذلك أن تحقيق الذات, اذا صار غاية في حد ذاته فإنه يتعارض مع خاصية تجاوز الذات أو التسامي بالذات وهي الخاصية المميزة للوجود الانساني. وبالاضافة الى ذلك, فإن تحقيق الذات ما هو الا نتيجة أو أثر -أي أنه نتيجة أو أثر لتحقيق المعنى, وينبغي أن يظل تحقيق الذات هكذا. ذلك أن الانسان لا يحقق ذاته الا بمقدار تحقيقه لمعنى في هذا العالم. وعلى العكس من ذلك, إذا شرع الفرد في تحقيق ذاته بدلا من أن يحقق معنى من المعاني, فان تحقيق الذات سوف يفقد مبرراته في الحال.”
“لايوجد إحساس يعتقل الروح في سجن من الشفقه على الذات و يعرقل تفتحها على أيام جديده و أحلام جديده كالشعور بالمراره”
“أما الخوف عند الرجل المضحك فهو تجريد الأنسان من انسانيته و حريته لان حرية الانسان تعني انه ليس لعبة , بل بشرا له كيانه المستقل ,و الحرية المرعبة ليست حرية حقيقية لانها تسيطر على الفرد الموجود فيها , فتصبح وجها اخر للعبودبة و مخاوفها و قلقها و اهاناتها , لهذا تكون عدم الثقة بالنفس و احتقار الذات مشاعر مرافقة للخوف , للحرية المرعبة ,”
“إن الحياة بحث عن التطابق بين الجانب النفسي من الحاجات و الجانب الخارجي من الحاجات . مثلا بين الحاجة للأكل و بين الأكل الذي على المائدة . لكن سقوط السبب الرئيسي و انهيار فهم الحياة يحدث تغيرا جوهريا في عملية البحث عن تحقيق التطابق . يتحول البحث من بحث يستهدف تحقيق التطابق بالممارسة العملية إلى بحث يستهدف الذات ( معرفة الذات أو البحث عن هوية مثلا ) . هذه بداية الانسحاب من العالم الخارجي اي اعتبار مواضيع الحاجات غير حقيقية .فالرغبة في العثور على الذات و معرفتها تقود الى مجموعة هائلة من الرغبات الجديدة نوعيا . الرغبة في الأكل مفهومة طبيعية ..... لكن الرغبة في معرفة الذات رغبة مجردة . إنني لا أعرف ما الذي أريده بالضبط ولا حتى كيف أصل إليه ( البحث عن السب الرئيسي مثلا يعني اني لا اعرفه بل ابحث عنه ) ...... تتميز ارغبات الجديدة بانعدام مواضيعها الملموسة في العالم الخارجي , إنها رغبات ذاتية تستهدف الحصول على شيء ذاتي و نفسي و غير محدد .”
“الحياة ليس فيها أخطاء و لكن دروس و لاوجود لشيء يدعى التجربة السلبية و لكن ثمة فرصة للنمو و التعلم و المضي قدما على درب التمكن من الذات فمن الصراع تنبع القوة و حتى الألم من الممكن أن يكون معلما بارعا”