“كل المدققين السياسيين يرون أن السياية والدين يمشون متكاتفين، ويعتبرون أن إصلاح الدين هو أسهل وأقوى وأقرب طريق للإصلاح السياسي”
“الأمر الغريب أن كل الأمم المنحطة من جميع الأديان تحصر بلية انحطاطها السياسي في تهاونها بأمور دينها , ولا ترجو تحسين حالتها الاجتماعية إلا بالتمسك بعروة الدين تمسكاً مكيناً , ويريدون بالدين العبادة , ولَنِعْمَ الاعتقاد لو كان يفيد شيئاً , لكنه لا يفيد أبداً , لأنه قول لا يمكن أن يكون وراءه فعل , وذلك أن الدين بذر جيد لا شبهة فيه , فإذا صادف مغرساً طيباً نبت ونما , وإن صادف أرضاً قاحلة مات وفات . ”
“ويحكمون بأن بين الاستبدادين السياسي والديني مقارنة لاتنفك متى وجد أحدهما في أمة جر الآخر اليه أو متى زال زال رفيقه ، وان صلح أي ضعف أحدهما صلح أي ضعف الثاني . ويقولون أن شواهد ذلك كثيرة جداً لايخلو منها زمان ولا مكان . ويبرهنون على أن الدين أقوى تأثيراً من السياسة إصلاحا وإفسادا”
“يا قوم، وقاكم الله من الشر، أنتم بعيدون عن مفاخر الإبداع وشرف القدوة، مبتلون بداء التقليد والتبعية في كل فكر وعمل، وبداء الحرص على كل عتيق كأنكم خلقتم للماضي لا للحاضر: تشكون حاضركم وتسخطون عليه، ومن لي أن تدركوا أن حاضركم نتيجة ماضيكم”
“والمستبد إنسان مستعد بالفطرة للخير والشر. فعلى الرعية أن تكون مستعدة لأن تعرف ما هو الخير وما هو الشر. مستعدة لأن تقول لا أريد الشر. . مستعدة لأن تتبع القول بالعمل”
“وقد أجمع الكتاب السياسيون المدققون , بالاستناد علي التاريخ و الاستقراء , من أن ما من أمة أو عائلة أو شخص تنطّع في الدين ,أي تشدد فيه, إلا و اختل نظام دنياه وخسر أولاه وعقباه.”
“ الاستبداد يضطر الناس إلى استباحة الكذب والتحيل والخداع والنفاق والتذلل , وإلى مراغمة الحس وإماتة النفس ونبذ الجد وترك العمل، وينتج من ذلك أن الاستبداد المشؤوم هو يتولى بطبعه تربية الناس على هذه الخصال الملعونة . بناءً عليه يرى الآباء أن تعبهم في تربية الأبناء التربية الأولى على غير ذلك لا بد أن يذهب عبثاً تحت أرجل تربية الاستبداد ”