“كلنا ننادي بالحق و الحقيقة عندما نخطب او نتجادل أو نتلو القصائد الرنانة . و لكننا نفعل ذلك لاننا نشعر في قرارة انفسنا بأن هذه الاقوال التي نتشدق بها سليمة لا ضرر منها و لا مسؤلية عليها . حتى إذا جد الجد و صار الحق معارضا لما نحن فيه أسرعنا إلى جعبتنا المملوءة بالأدلة العقلية و النقلية فأخترنا منها ما يلائم موقفنا و صورنا الحق بالصورة التي ترضينا. ثم لا ننسى بعد ذلك أن نواصل تلاوة القصائد الرنانة من جديد”
“قيل في أحد الأمثال الغربية : "غير معيشة الإنسان يتغير بذلك تفكيره " و هذا صحيح الى حد بعيد , فالفقير الجائع يكاد لايفهم الحقيقة الا على شكل رغيف, أما المدلل المتخوم فتراه مستهاما بالمثل العليا التي لا فائدة منها مثل الجمال الكامل, او الحق المطلق وما إلى ذلك من خزعبلات شوهاء .”
“قد يحسب الناظر الساذج أن النظريه المشهوره قد نشأت في ذهن مبدعها نتيجة تفكيره المجرد. و لكننا لو درسنا نفسية ذلك المبدع خلال الأطوار التي مر قبل أن تنتج نظريته, لوجدناها و كأنها ميدان صاخب تتجمع فيه العوامل المتنوعه و تتفاعل. و هي في حاجه إذن إلى حافز صغير, أو سبب مباشر لتنطلق في سبيل الإبداع انطلاقاً مفاجئاً”
“إن الإنسان كلما إزداد تجوالا في الآفاق و إطلاعا على مختلف الآراء والمذاهب إنفرج عن إطاره الفكري الذي نشأ فيه و إستطاع أن يحرر تفكيره من القيود قليلا أو كثيرا.وكلما كان الإنسان أكثر إنعزالا كان أكثر تعصبا و أضيق ذهنافالذي لا يفارق بيئته التي نشأ فيها ولا يقرأ غير الكتب التي تدعم معتقداته الموروثة لا تنتظر منه أن يكون محايدا في الحكم على الأمور. إن معتقداته تلون تفكيره حتما وتبعده عن جادة البحث الصحيح.و هذا أمر شاهدنا أثره بوضوح في المرأة. فعندما حجزناها في البيت و ضيقنا عليها أفق التجوال و الإختلاط صار عقلها ساذجا إلى أبعد حدود السذاجة. ومن هنا جاء قول القائل بأن عقلها يساوي نصف عقل الرجل.”
“لقد بعث محمد (ص) في العالم تدافعا اجتماعيا حرك الاذهان و أنمى الحضارة. و كان المجتمع الإسلامي في أول أمره كالمرجل يغلي فتنبعث منه الأفكار الجديدة و الحركة الدافقة. و لكن السلاطين أخمدوا أنفاسه و خدروا عقول الناس بالمواعظ الرنانة التي من شأنها تبرير عمل الحاكم و وضع اللوم على المحكوم.”
“الغلو في العقيدة يصاحب النزعة الثورية غالبا. ذلك لأن الأفكار الرصينة و العقائد المعتدلة باردة بطبيعتها فهي لا تدفع الناس إلى الحركة و لا تشجعهم على المجازفة و ركوب الخطر في سبيل مبدأ من المبادئ.”
“الديمقراطية لا تؤمن بالحق المطلق و هي كذلك لا تقنع بالحجج المنطقية التي يدلي بها أحد الأحزاب في تأييد رأيه. إنها لا تؤمن إلا بكثرة الأصوات.”