“ أحياناً يكون رجلاً واحداً كافياً لصنع أيقونة فيما لا تكتمل الأيقونة أحياناً أخرى إلا بعد فناء شعب ”
“من حيث لاتدرين، كنتِ سبباً لهذا النصّ الذي كان ناقصاً، ولحياة لحقت به، كانت مُرجأة..”
“لقد اعتدت التلفّت، لا بحثاً عما يمكن أن نصفه بـ "الجميل"، بل لاستيعاب الفكرة التي تتسترّ عليها تلك الصفة.”
“هذه التأملات واليوميات هي إذن جزء طويل من اعتذار طويل، وحده النسيان يفقه مغزاه.”
“يذهب المهاجر. إلى أين؟ يعود المهاجر. إلى أين؟ ما من نقطة واضحة، لا في المكان ولا في الزمان، ليس هناك ميزان جاهز لقياس حجم الخسائر. الخسارة الغامضة تكون أقسى دائمًا. خسارة هي مزيج من البشر والمشاهد البصرية واللحظات العاطفية والأوهام والتداعيات والأغاني والتأملات الصامتة والأسرار العائلية وعواصف القسوة والشقاء والفقر ورائحة التراب وحفيف أوراق أشجار اليوكالبتوس والمشي على ضفاف دجلة والمقاهي والأصدقاء ومواء القطط العراقية و(الله بالخير) التي يسمعها العراقي ترحيبًا به والشاي المعتّق، كما لو أنه استورد لتوّه، وحياء العراقيات الذي يرسم على الحجر شفتين والنوم على سطح الدار وظلال الأزقة القديمة وصبر الأمهات في حروب لا فرق فيها بين ابن وآخر. المهاجر لا يفكر إلا في خسائره وهو الذاهب إلى جهة يعرف أنه سيكون آمنًا فيها. في لحظة الاطمئنان تلك لا يكفي الشعور بالأمان، يتذكر المهاجر حينها أن هناك شيئًا ما لا يزال مفقودًا في حياته، لو سئل عنه فإنه سيعجز عن تسميته.”
“ لا جدوى من أن يملك المرء ذاكرة. كمن يحمل بوقاً لا يجيد النفخ فيه، أشعر أن ذاكرتي لا تفعل سوى أن تواجهني بعطبي ”