“الشرود مشكلة عامة تحدث لجميع الناس، لكنهم يختلفون في القدرة على التغلب عليه فمنهم من يطول شروده ومنهم من يقصر، ومنهم من ترد عليه خاطرة أو خاطرتان ومنهم من تغزوه الخواطر وتقتحم عليه فكره، وليس هناك وسيلة مجدية وفعالة في مواجهة وكف الخواطر الطارئة أفضل من المجاهدة”
“من تعب من الفكر وقف حيث تعب، فمنهم من وقف في التعطيل، ومنهم من وقف في القول بالعلل، ومنهم من وقف في التشبيه، ومنهم من وقف في الحيرة فقال لا أدري، ومنهم من عثر على وجه الدليل فوقف عنده فكلَّ عنده. فكل إنسان وقف حيث تعب، ورجع إلى مصالح دنياه وراحة نفسه وموافقة طبعه. فإن استراح من ذلك التعب، واستعمل النظر في الموضع الذي وقف فيه مشى حيث ينتهي به فكره إلى أن يتعب فيقف أيضاً أو يموت.”
“الناس كالأغذية .. منهم من يمر عليه الوقت فيحمض ويتلف كالطبيخ .. ومنهم من يمر عليه الوقت فيتعتق ويغلو كالجبنة الرومى”
“وللناس مذاهبهم المختلفة فى التخفف من الهموم والتخلص من الأحزان , فمنهم من يتسلى عنها بالقراءة , ومنهم من يتسلى عنها بالرياضة , ومنهم من يتسلى عنها بالاستماع للموسيقى والغناء , ومنهم من يذهب غير هذه المذاهب كلها لينسى نفسه ويفر من حياته الحاضرة وماتثقله به من الأعباء .”
“إذا رصدنا التعاملات الإنسانية .. سنجد أن هناك نوعين من الناس :فمنهم الذين أقابلهم بابتسامة بلاستيكية ..ومنهم مَن أتمخط أمامهم على راحتي ..أرجوكم لا تكونوا من النوع الأول”
“لم يكن ثمّة في مجمع النبوة تشطير للمجتمع، أو عزل لفئة منه لمعرة خطأ كان، وإنما الاندماج والتمازج بينهم على تفاوت مقاماتهم في الخير؛ فمنهم السابق، ومنهم المقتصد، ومنهم من ظلم نفسه، ولكن لم يكن أحد يعيش النبذ أو النبز أو الإقصاء وإنما كان التآلف والاحتواء.”