“في هذا الزمن يتصور بعضنا أنه ممثل الرب في الأرض و أنه الوحيد الذي اطلع علي المقصد الإلهي من كل نصوصه دون غيره من البشر و من ثم ينفي و يصادر و يكفر رأياً يخالفه لأن رأيه هو الصواب المطلق و رأي أي مختلف معه هو الكفر المطلق”
“و لا يجوز للمسلم ان يترك رأيه الذي اقتنع أنه الصواب لرأي غيره بالغا ما بلغ ، وهو مسئول أمام الله تعالى عن رأيه و اجتهاده هو ، و أن يدين به لا بغيره”
“القرآن صالح بالفعل لاحتواء هذا الزمن و هذا العصر و لكن العاجز هو التفسير الملائم للزمن الجديد. و لعل السبب هو الجهل و الخوف و الجبن. و التخلص العقيم من ذلك كله عندنا هو بالاستناد إلي القديم الغابر و إبقاء القديم علي قدمه. و هذا الإعتقاد الخاطئ بتفسير القرآن علي أنه صالح لكل زمان بمعني أن كل زمان يجب أن يقف أو يكر راجعاً إلي الزمن السابق القديم للمجتمع المعاصر لنزول القرآن و هو ما لم يقصده القرآن نفسه لأن النص علي أن نغير ما بأنفسنا معناه أن الزمن يتغير ز أننا يجب أن نتغير التغير الملائم لنغير الزمن نحو الأنفع لأنفسنا.و لذلك تركنا الله في جمودنا و عدم تغير أوضاعنا في التأخر الفكري و الاجتماعي .. لأنه تعالي قد نبهنا إلي أنه لن يغير ما بنا حتي نغير ما بأنفسنا …”
“يعبِّر النسبي بلغة النسبي، و يعبِّر المطلق بلغة المطلق - و في هذا غبطتهما.أما الإنسان فيعبِّر عن النسبي بلغة المطلق، و عن المطلق بلغة النسبي - و في هذا شقاؤه.”
“لئن كان يعد ما يعهد عادة اليه - بالاقياس إلى غيره من الأدوار الثانوية إلا أنه كان يقوم بع بدقة و عناية و غبطة كأنما هو أسعد ما يحظى به في حياته غير أنه لم يكن يخلو في جهاده من تعاسة خفيفة لم يعلم بها أحد سواه, منشؤها ما اقتنع به من أنه دون الكثيرين من أقرانه جرأة و إقداماً..”
“و متي فقدت النفوس الثقة في الخير و الواجب, و الأمانة و الضمير, فقد فسد كل شئ , و سري القلق و الهواجس , و عم الإهمال و الاستهتار و قد انتهينا إلي هذا , و انتهينا إلي ما هو أدهي : انتهينا إلي الشك المطلق في صلاحية الإدارة المصرية و إلي الترحم علي أيام الاحتلال , و هذه كارثة, فليس أخطر من أن يكفر المواطن بوطنه و بشعبه و بنفسه.إن الجريمة التي ارتكبتها سياسة استثناء هي الجريمة. جريمة تزعزع ثقة المواطنين في الحكم الوطني. جريمة انهيار الشعور الداخلي بقيمة الاستقلال, و بضرورة الاستقلال!”