“الوجوه والخيالات والأصوات تبين ولا تبين...أنظر إلى النظرة...أنادي على الصوت...معكم تماما...وحدي تماما...لتغفر لي عتمتكم هذا النهار الخصوصي أيها الأصدقاء.”
“ربما يقتضي المجاز أن أكره الفنادق، ولكن تبين لي من واقع الحال أن الحال ليس كذلك بالطبع ، ارتحت لحياة الفنادق ، الفندقعلّمني عدم التشبث بالمطرح ، روّضني على قبول فكرة المغادرة بالتدريج’’’’الحياة تستعصي على التبسيط كما ترون ’’يا أخ، هي بالتحديد العبارة التي تلغي الأخوةلاغائب يعود كاملاً ، ولا شيء يستعآد كمآ هو ”
“دار رعد ليستْ مكانا،هي أيضا زمنزمن النهوض مع صلاة الفجر من أجل مذاق التين المقطوف على ضوء الفجر الذي شطبه الندى ونقرته العصافير النشيطة ، زمن جرار الزيت القادم من بابور أبو سيف إلى الرغيف الساخن قبل الذهاب الى المدرسةوهي ذلك الاحتكاك المفاجيء (والبريء؟) بثدي ابنة الجيران أثناء اللعب والذي فور إحساسك به لا تعود إلى البراءة ولا تعود البراءة إليك .خَلَص لقد عرفت الآن ولو في هوجة اللهو ملمس ثدي الأنثى وما العارف ببريء !”
“معيار السلوك عندي ليس الصحيح والخطأ، وليس الحلال والحرام. بل الجمال والقبح، هناك صحيح قبيح لا أمارسه ولا أتبعه حتى لو كان لي كل الحق في ممارسته واتّباعه.وهناك أخطاء جميلة لا أتورع عن ارتكابها بإندفاعٍ ورضى. ولكن،"دائماً للرضى ما يشوب الرضى! ما الذي قبل ان تستقر بداياته إنقضى؟”
“هل أستطيع أن أكتب بأقلامهم على ورقهم الشديد البياض ما يخطر ببالي الآن : أن الشهداء أيضا جزء من الواقع، وأن دم المنتفضين والفدائيين واقعيّ؟ليسوا خيالا كأفلام الكارتون وليسوا من اختراع والت ديزني ولا من تهويمات المنفلوط.وإذا كان الأحياء يشيخون فإن الشهداء يزدادون شبابا”
“الغريب هو الذي عليه أن يقدم البراهين والاثباتات ، هو الذي يسألونه دائماً : " من وين الأخ ؟ " أو يسألونه " وهل الصيف عندكم حار ؟ " . هو الذي تنعطب علاقته بالأمكنة . يتعلق بها وينفر منها في الوقت نفسه . هو الذي لا يستطيع أن يروي روايته بشكل متصل ويعيش في اللحظة الواحدة أضغاثا من اللحظات . لكل لحظة عنده خلودها المؤقت ، خلودها العابر . ذاكرته تستعصي على التنسيق . يحرص على أن يصون غموضه ، ولا يحب من ينتهك هذا الغموض . له تفاصيل حياة ثانية لا تهم المحيطين به ، وكلامه يحجبها بدلاً من أن يعلنها . يعشق رنين الهاتف ، لكنه يخشاه ويفزع منه . الغريب هو الذي يقول له اللطفاء من القوم " أنت هنا في وطنك الثاني وبين أهلك " هو الذي يحتقرونه لأنه غريب . أو يتعاطفون معه لأنه غريب . والثانية أقسى من الأولى .”
“هل كنت بالنضوج الكافي لإدراك أنّ لي أشباهاً من المواطنين الغرباء في عواصمهم ذاتها ؟ ودون أن تتعرض بلدانهم للإحتلال الأجنبيّ ؟”