“فالعالم الثالث هو أكبر متحف عالمي للحفريات الساسية و مخلفات الطغيان والاستبداد الشرقي القديم و الرجعيات البدوية البدائية العتيقة المتحجرة , فضلا عن أنه غدا أبشع معقل للديكتاتوريات العسكرية و الفاشية اللاشرعية الاغتصابية الفاسدة نصف المتعلمة أو نصف الجاهلة . و كأنما قد حكم عليه بأن يستبدل بالاحتلال العسكري الأجنبي القديم أيام الاستعمار , الاحتلال العسكري الداخلي الجديد تحت الاستقلال , هذا استعمار خارجي و هذا " استعمار داخلي ”
“القرآن صالح بالفعل لاحتواء هذا الزمن و هذا العصر و لكن العاجز هو التفسير الملائم للزمن الجديد. و لعل السبب هو الجهل و الخوف و الجبن. و التخلص العقيم من ذلك كله عندنا هو بالاستناد إلي القديم الغابر و إبقاء القديم علي قدمه. و هذا الإعتقاد الخاطئ بتفسير القرآن علي أنه صالح لكل زمان بمعني أن كل زمان يجب أن يقف أو يكر راجعاً إلي الزمن السابق القديم للمجتمع المعاصر لنزول القرآن و هو ما لم يقصده القرآن نفسه لأن النص علي أن نغير ما بأنفسنا معناه أن الزمن يتغير ز أننا يجب أن نتغير التغير الملائم لنغير الزمن نحو الأنفع لأنفسنا.و لذلك تركنا الله في جمودنا و عدم تغير أوضاعنا في التأخر الفكري و الاجتماعي .. لأنه تعالي قد نبهنا إلي أنه لن يغير ما بنا حتي نغير ما بأنفسنا …”
“و متي فقدت النفوس الثقة في الخير و الواجب, و الأمانة و الضمير, فقد فسد كل شئ , و سري القلق و الهواجس , و عم الإهمال و الاستهتار و قد انتهينا إلي هذا , و انتهينا إلي ما هو أدهي : انتهينا إلي الشك المطلق في صلاحية الإدارة المصرية و إلي الترحم علي أيام الاحتلال , و هذه كارثة, فليس أخطر من أن يكفر المواطن بوطنه و بشعبه و بنفسه.إن الجريمة التي ارتكبتها سياسة استثناء هي الجريمة. جريمة تزعزع ثقة المواطنين في الحكم الوطني. جريمة انهيار الشعور الداخلي بقيمة الاستقلال, و بضرورة الاستقلال!”
“الرجل الجديد كالرجل القديم كلاهما: رجل... ليس أسهل عنده من أن يعطيك ظهره و يخرج او يعطيكِ ظهره و ينام .. وانت تضربين رأسك في الحائط و اذا لم يكن هذا يعجبك فاشربي من البحر...و سوف تجدين امك و اباك و اخوتك قد اعدوا لك كمية من البحر تكفيك حتى الموت!!!”
“أننا أمام إنسان خابت توقعاته و لم يجد فى نفسه العزم أو الهمة أو الاستعداد للمصالحة مع الواقع الجديد أو الصبر على الواقع القديم ،، إنها لحظة نفاذ طاقة و نفاذ صبر و نفاذ حيلة و نفاذ عزم”
“و قد استغل الاستعمار العالمي في غارته الأخيرة هذا الاعوجاج المنكور ، و شن على تعاليم الإسلام حرباً ضارية ، كأن الإسلام المظلوم هو المسئول عن الفوضى الضاربة بين أتباعه .”