“كنت أخاف من كل شيء يبرز أمامي، حتى من السحلية المسالمة. ذكروا لأمي كبد الذئب وأن من يأكلها لا يخاف أبداً. ذهبت إلى زوجة فلاح مشهور بصيد الذئاب، تقع مزرعته داخل شعب يقال له (أم برقا) المشهورة بكثرة ذئابها، رجتها أن تطعمها من كبد أول ذئب يصطادونه، كان الشرط أن آكلها نيئة، وبعد شهر طلبت زوجة الفلاح من أمي أن تحضر وانا معها بسرعة، أكلت الكبد، ولم تكن سوى كبد خروف اشتراه الفلاح من الجزار، ليسلم من كثرة الإلحاح، ذلك أن الذئاب أصبحت نادرة الوجود.انطلقت لا أخاف من شيء، أكلت كبد الذئب فلا خوف بعد اليوم. أخبرت جميع أصدقائي، رغم تأكيدات والدتي بإبقاء الأمر سرّاً، أخذت أطارد الكلاب فتهرب مني لأنها تشتم رائحة الذئب، والجن لن تقربني فهي تخاف الذئب أيضاً، أصبحت مشهوراً بين أقراني بجرأتي وحبي للمغامرة وعشق القيادة، لقد حررتني كبد الذئب من أوهام كثيرة، وفَسَحت المجال لطاقات كامنة، كانت ستظل مطمورة إلى الأبد لولا تضحية المسكين بكبده.”
“• الرجل ذئب ، ذئب ابن ذئب ، والمرأة مرأة ، حَمَل ، لا مناص لها من أن تلتقي الذئب ، لكن من واجبها ألا تذهب هدراً”
“لا يشعر بالوحدة من يختبئ من الذئب”
“المرأة تجمع صفات الذئب والثعلب والشاة . فلها من الذئب افتراسها لزوجها المسكين ، ولها من الثعلب مكرها بزوجها الظالم ، ولها من الشاة وداعتها مع زوجها الحازم .”
“ظننت مرات أني موعودة بالألم ، وحاولت أن أفهم ل كان علي أن أكبر في ظله ، لكني أدركت فيما بعد أن الألم شرط إنساني ، وأن ما من إنسان إلا وهو مخلوق في َ كبد”
“أدرك عمر أبو ريشة قبل نصف قرن,أن الذئب لا يأتي إلاّ بتواطؤ من الراعي,و أنّ قَدَر الوطن العربي إيقاظ شهيّة الذئاب,الذين يتكاثرون عند أبوابه,ويتكالبون عليه كلما ازداد انقساماً.”