“ثم يعود السؤال: لماذا تعاصرت ظاهرة "التحرير" في العالم عموماً؟ و الرد يكمن - في كلمة واحدة - في روح العصر Zeitgeist, لقد أصبح التحرير هو أيديولوجية الشعوب التي طال كبتها و روح العصر السارية السائدة. و إنه هو المناخ السياسي الذي جعل الثورة علي الاستعمار ظاهرة كوكبية في العالم كله لا علاقة لتوقيتها بعمر الاستعمار هنا أو هناك - دون أن يقلل هذا البتة من دور الكفاح الوطني نفسه, و إنما هو كان فرصة مواتية استفاد منها هذا الكفاح إفادة ذكية شجاعة.جمال حمدان”
“لقد جعل الانقلاب الصناعي من الاستعمار حاجة و امكانية في نفس الوقت”
“الاحتكاك الحضاري الذي يصاحب الاستعمار لا يلبث أن يضيق الهوة الحضارية - التي هي أساس التفوق العسكري للاستعمار - بين القوة الدخيلة و الداخلية. و بهكذا يؤدي منطق الاستعمار من صميم نفسه و بطريقة ديالكتيكية ( ناعمة سلسة) إلي نقصيه تماماً. تلك متناقضة ساخرة في منطق الاستعمار, وهي وحدها تجعل نهايته محتومة بطبيعته, فهو يهزم أغراضه و يستهلك نفسه بنفسه و يحمل في كيانه جرثومة فنائه.”
“غير أن هذا التجاه التعس إن دل إنما يدل علي أن الاستعمار الصهيوني القمئ يأتي ضد كل تيار التاريخ -حتي التاريخ الرجعي , حتي تاريخ الاستعمار نفسه- و أنه من ثم محكوم عليه قبلا و بحتمية التاريخ بأنه ولد ليموت”
“قل تعالوا إلي كلمة سواء بيننا و بينكم! هذا شعار المسلمين للمسيحيين الآن كما ينبغي. أساس التعايش السلمي بين الديانتين هو الاعتراف المتبادل, و الاحترام المتبادل, و الإخاء المتبادل و الرخاء المتبادل. ديانتان و عالم واحد, ثقافتان و حضارة واحدة ... نحن معاً, ووحدنا فقط صنعنا الحضارة القديمة و الحديثة و شكلنا تاريخ العالمجمال حمدان - صفحات من أوراقه الخاصة”
“انقذوا مصر من القاهرة, و القاهرة من نفسها!......كل طوبة توضع في القاهرة, هي جريمة في حق مصر كلها, و أولها القاهرة نفسها.كل كوبري يُبني داخل القاهرة, هو كوبري مسروق من مدينة أو قناة أو منطقة أخري في مصر.”
“فالعالم الثالث هو أكبر متحف عالمي للحفريات الساسية و مخلفات الطغيان والاستبداد الشرقي القديم و الرجعيات البدوية البدائية العتيقة المتحجرة , فضلا عن أنه غدا أبشع معقل للديكتاتوريات العسكرية و الفاشية اللاشرعية الاغتصابية الفاسدة نصف المتعلمة أو نصف الجاهلة . و كأنما قد حكم عليه بأن يستبدل بالاحتلال العسكري الأجنبي القديم أيام الاستعمار , الاحتلال العسكري الداخلي الجديد تحت الاستقلال , هذا استعمار خارجي و هذا " استعمار داخلي ”