“سيدي وعودك لا تسمن و لا تغني من جوع !”
“يا سيدي أنا لا تغريني النهايات السعيدة ، إذا كانت تفاصيل الحكاية حزينة ، باردة ، و قاتلة !”
“أفيقي من سباتك الشتوي هذا .. فمراكب من تنتظرين يا صديقتي خانت شواطئك.. رحلت و لا أظنها ستعود ..!”
“أَذكر بوضوحٍ ، ذلك اليوم الذي جئت فيه تقرع باب القلب .. فقلتُ "لا" في ذاتِ الوقت الذي كانت فيه كُل الأَشياء المكدسة في عليَّةِ القلب تصرخ "نعم" انطلقت "لا" من شفتيي كقنبلة تُبعدكُ عن طريقي .. *** لكنها لم تردعك .. فاليوم عُدت تطرق الباب ذاته ثانيةً تشرع راية الحب من جديد تقذف بأحزاني إلى أبعد طريق عُدت مُحمَّلاً بكل الحب و الود ونثرت السعادة من جديد في حدائقي الجدباء المقفرة .! *** عُدت وعاد ربيعك والبهجة تسكنني وما أشد شبهي بالأطفال أوقات بهجتي أرقص .. أُغني ..أطرب ..أدندن .. لا تستطيع السماء احتضان فرحي فتمطره على أراضي الحزن لتُنبِّتَ فيها أزهار الفرح ..فراشات نورٍ تُحلق في الأرجاء بمرح الأطفال .. ثم تستقر على جناح الغيمات ناقشةً أبجدية الحُب الأُسطوري .. *** أخبرو الفراق أنني حزمت امتعة الحُزن .. القيت بِها في عرض شلال الغياب أَخذها الوقتُ بعيداً .. فليضرب الغياب بحسده وقهره عرض الحائط فالفرح لا يحتمل التأجيل .. والوقت لا يحتمل الكآبة.. وأنا اليوم لحبيبي .. وحبيبي لي .. والبهجة لي.. والفرح لي .. حتى الطيور تُغني لي .. والفراشات ترقص لأجلي .. فافرحي يا سماء وانزعي يا أرض غطاء الحُزن المُخملي عن وجهك الجميل .. فاليوم عدنا ...اليوم عُدنا”
“لا زلت أشعر أنك تحاول التكفير عن الألم الذي سببته لذاكرتي ، لا أقل من ذلك ولا أكثر !”
“وَهناك ..هناك نَجمةٌ بعيدة تزين كتف السَماء قَمرٌ يراقص المَساء يرثي يمامة سقطت أَرضاً إِثر جروحٍ أَثخَنت روح الغَمامة .. لا تموتي ..وابقي هُنا.. هنا إلى جانب الياسمينة الحزينة ، ابقي هُنا .. أو ارحَلي .. و خُذي جزءاً من قَلبي معكِ وعَلقيهِ بطرفِ ثوبكِ ولا تَحزني ..يا صَغيرة .. لا تَحزَني... تظاهري فَقط بالبكاء .. و إِرمي قِطع روحي فوق سفوحِ الجِبال.. لَربما ذات شتاء .. وجدها عاشق يتأَمل كَفَ السَماء يَنظم على سُلمها الموسيقي قَصيدتهُ كيف يَشاء .. ولا تَحزني يا صَغيرة ..تظاهري فَقط بالبُكاء ..”