“مركبة الأيام تضيق بركابها فتنزلهم إلى المقابر أو في المحطات النائية, ومن يغترب تمتص الغربة رحيق عمره حتى إذا نضب ألقت به إلى قارعة الطريق فيلتمس دروب العودة إلى رحم تحنو عليه, فالإنسان لا يستطيع العيش من غير رحم تحتويه, نخرج من بطون أمهاتنا ونستعيض عنها برحم الفضاء حتى إذا هرمنا كان القبر رحماً حانية. وكما يحتاج الإنسان إلى رحم تحتويه كذلك الحياة بحاجة إلى قبر دائماً .”
“الحياة تتناقص فينا, وتنمو في جهة أخرى دائماً والخير كل الخير أن لا نخرج نسخاً منا كي لا تتعذب بأقدارها, أو لا تتعذب بمهمة نقل فسوقنا إلى الضفة الأخرى.”
“حتى الحب يتحول إلى وهم , نعيش فيه وعندما نصل إلى من نحب نكتشف أننا كنا نخدع أنفسنا لنعيش في جو نحن نختلقه .”
“الاكتفاء يؤدي إلى الملل إذ لابد للإنسان من إبقاء الحاجة قائمة كي يستطيع مواصلة ركضه في هذه الحياة بنشوة”
“أبونا آدم كان في عالم مكشوف ولم يكن بحاجة إلى ستر عريه وحينما دخل إلى الزمن البطئ إحتاج لشئ يتناسب مع اللغز , مع الأحجية المقبل”
“الشوارع تضيق، تضيق و تغدو أكفانـًا نلبسها حين يداهمنا الحزن، آه من الشوارع.. هل قلت أكفانا؟ إنها تتحول إلى أشياءٍ أخرى؛ تتحول في لحظة إلى لباس و في أحيان تغدو جنَّة و في أحيان أخرى دفتر ذكريات، إن الشوارع سجل لتاريخنا السري لا نقرؤه إلا حين نشعر أننا على وشك أن نغادرها.”
“مؤلم أن لا تعرف وسائل الشكوى، أو الإشارة إلى مكمن الألم، فتتأوه من وجودك كله”