“اصبحت كلمة الشورى كأنها ندب اخلاقي في قرارات السلطان او في علاقات المجتمع. ولكن هي بالحق: منهج ينتهي بعد تداول الرأي الى القرار (بالإجماع)، وهو مصدر وأصل لتكاليف الاحكام في الدين بعد الكتاب والسنة، من حيث تستوحي (الشورى) استنباط الآراء..!”
“إن الرأي الجديد هو في العادة رأي غريب لم تألفه النفوس بعد. وما دام هذا الرأي غير خاضع للقيم التقليدية السائدة في المجتمع. فهو كفر أو زندقة. وعندما يعتاد عليه الناس ويصبح مألوفاً وتقليداً يدخل في سجل الدين ويمسي المخالفون له زنادقة وكفاراً.”
“في العهود الاخيرة اصبحت كلمة (الشريعة) تعني الاحكام القضائية لا الخلقية، واصبحت التكاليف التي تنفذ بقوة السلطان السياسي هي (الشريعة)، وترك باقيها اطلاقاً لأهل التهذيب والتصوف، واصبحت مدارس الشريعة تقتصر على احكام الظاهر القطعية المناسبة للنفاذ قضاء وسلطاناً سياسياً..!”
“الطائفية هي التعبير السياسي عن المجتمع العصبوي الذي يعاني من نقص الاندماج الذاتي والانصهار, حيث تعيش الجماعات المختلفة بجوار بعضها البعض لكنها تظل ضعيفة التبادل والتواصل فيما بينها. وهي تشكل الى حد ما الطريقة الخاصة بالتواصل الذي هو في ذاته نوع من التواصل الصراعي, في هذا المجتمع المتحلل والفاقد ليس فقط للصعيد الموحد السياسي او الاديولوجي او الاقتصادي ولكن ايضا لكل اجماع على اي مستوى من مستويات البنية الاجتماعية.”
“لما أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة والمحاكمة اليهما, واعتقدوا عدم الاكتفاء بهما, وعدلوا الى الآراء والقياس والاستحسان وأقوال الشيوخ, عرض لهم من ذلك فساد في فطرهم, وظلمة في قلوبهم, وكدر في أفهامهم, ومحق في عقولهم. وعمتهم هذه الأمور وغلبت عليهم, حتى ربي فيها الصغير, وهرم عليها الكبير, فلم يروها منكرا”
“نحن لا نعاني في هذا العصر من قلة التدين, ولكن من عبث تطبيقه, حيث يعتقد الناس أن اللحية والحجاب وأداء الصلوات هي كل العبادات, وأن معاملة الناس ومراعاتهم هي آخر ما يلفت الانتباه. وصار المجتمع مريضًا تظهر عليه علامات الوعي, وهو غارق في التزييف ومشاكل اجتماعية لا حصر لها.”