“أتذكّر أول ليلة مرت عليّ بعد أن إفترقنازُرتني في المنامكان أول حلمٍ أري فيه ملامحك بوضوحٍ وعن كثبكنتَ تسير وأسير أنا ورائك علي مقربة منكأخطو علي آثار قدميّك علي الأرضوأحرصُ بشدّة علـي ألا أخرج عن حدودهما وكأن قلبي يرفضُ التخلّي عنكَوأعلن إعتراضه علي رحيلك في الحلمكأنما يريد اللحاق بك ليُمسك بتلابيبكويتشبث بك ويرجوكَ .. ألا ترحل !”
“هل أخبرتكَ مِن قبل أني لم أشعر يوماً بالخوف منك؟وكيف أخافُ مِن رجلٍ كلما نظرتُ في عيّنيهأكادُ أقسم أني أري طريقي للجنة؟”
“أحياناً أشعر أنكِ إبنتي التي لم أُنجب وأسعدُ كثيراً بتدليلكوأحياناً أخري حينما تغمُرينني بحنانكِ الذي لا ينضبخاصةً في لحظاتِ حُزني وضعفي،أشعر أنكِ أمي التي لم تلدنيمعكِ أشعر برجولتي وطفولتي في آنٍ واحد !أقف أمامكِ رجُلاً بكامل هيئتيوداخلي طفلٌ صغير يصرخ ويقفز في الهواءِ فرحاً كُلما رآكِ”
“اللي ميعرفش يقول ايه ؟ يقول عدس..وأنا ما كونتش أعرف والله بس بعد ما عرفت لازم أنوركوا وأوعيكوا، فاكرين المُدرسه إياها اللي كانت بتدخل الفصل دايما وعنيها بتطق شرار وتفضل قاعده مش طايقه نفسها لغاية ما تلاقي حد بيتكلم أو ناسي الكشكول وعينك ما تشوف إلا النور ما بتصدق تفش فيه غلها تضربه شويه وتذنبه شويتين. بعد السنين دي كلها أخيرا قابلت الست الطيبه دي النهارده، كانت محشورة جوا أتوبيس نقل عام في نفس الإشاره اللي أنا واقفه فيها بقالي ساعه، بصت ودققت في وش كل اللي جوا العربيات ..أول واحد عاليمين ده كان شاطر في الحساب واهي دي أخرتها مضايق وعامل زيطه خلقه ضيق مش طايق الزحمه بصتله ومصمصت شفايفها علي الحاله اللي وصل ليها، وبعدين بصت عالشمال، ايوه كده هو ده الكلام الولد ده مكنش بيفوت حصه غير لما يتذنب فيها، بصوا أعصابه هاديه ازاي وقاعد يرغي في التليفون ولا علي باله، قدام هنا في النص بقي شباكين حريمي مفتوحين ودو دو دو دو كلام في كل حاجه إشي سياسه وإشي فن وختموها بلون "المانيكير" الأخضر الفاقع، ده مطلعش موضه ولا حاجه زي ما أنتوا فاهمين بس الناس نفسها تشوف أي حاجه خضرا وخلاص غير طائر النهضة واللمون. أخيرا الإشاره فتحت والأتوبيس اتحرك وصاحبتنا عينها جت في عين عسكري المرور رفعت دقنها بكل فخر واعتزاز وكأنها بتقوله "شايف تربيتي..ساعه في الإشاره ومحدش فتح بقه ولا اتنفس" "وشك في الحيط، متبصش قدامك ولا وراك" الله يمسيها بالخير كان قلبها علينا، واحنا اللي كنا ظالمينها وفاكرينها مفتريه ومستقصدانا، أتاريها كانت خايفه علينا وعايزانا نتعود علي وقفة الإشارات ووقفة الحال ووقفة طوابير العيش والبنزين، عرفتوا ليه كانوا بيذنبونا في المدرسه؟ جهاد التابعي”
“كان علي أن أغادرك كي أغادر موتي بك”
“لماذا علي أن أعتاد رحيلك وأنا لم أعتد حضورك؟ لماذا كان علي أن أفارقك وأنا أحبك إلى هذه الدرجة؟”
“أنـا من أحدث أجيال المسلمينالذين لم يحظوا بشرف رؤيتكوآمنوا بك عن بعد...نحن الذين لم نذق حلاوة الدخول في الإسلامعلي يديك سرا أو جهراولم نصل خلفكولم نشاركك طعاماأو غزوةأو مجلس علموإن كنا شاركناك علي البعدفي العذاب الذي مازلنانلقاه علي يد الكفاربالمناسبةمعظمنا لا يقوي علي حمل سيفليضرب به أعناق المنافقين أو الكافريننحن نحمل السيوف فقط لنرقصبها في الأفراح الشعبيةلم نر بأعيننا الشيطانوهو يهرب من طريق سيدنا عمر بن الخطابلكننا رأيناه - بعد أن هرب- يستقربيننا متيقظا 24 ساعة”