“-وهو لم يكن يدرك مثلي اﻵن .. أن هشاشة الكائن البشري في مواجهة المجهول تدفعه إلى البكاء ، احتجاجاً أو مقاومة أو استسلاماً”
“كنت أعرف في قرارة نفسي أن نوبات الضحك الصاخبة هي مثل البكاء نوع من الدفاع عن النفس أو فرع من فروع اﻻحتجاج ، تنتهي إلى الصمت و إعادة التفكّر”
“أما حكاية وادي الزمان فلا أعرفها ،لكني أتخيل اﻵن أن الزمان بدأ تموضعه في هذا الوادي السحيق، قبل أن ينطلق في الكون ليؤلف النجوم والأيام والغيب، وتراه يتسلى بالشهب في حالة سأمه ، يرشقها من سمائه نحو الوادي الذي حمل اسمه ليدغدغ طفولته النائمة في الأدغال”
“توغلوا .. توغلوا في هذا الصمت وأخذني بدوري لمحٌ من الغياب وسقطت .هويت إلى قعري”
“تلك الليلة تكومت مع شعلة الأطفال في بيت أبو حمزة قرب أمه التي كانت تخلط بين الحكايات على قدر ما تسعفها الذاكرة ،. حكت لنا حكاية مجنون الوادي الذي حمله قاتله على طول الصحراء وكان جرحه طريا ينزفُ دما فتحول خيطُ دمه إلى وادٍ نبتت على أطرافه أشجار قانية اللون ﻻ يموت زهرها على مدار الفصول”
“مطرٌ وسكت ، مطرٌ و أفتكرت ، مطرٌ وبحثت عن صورة تليق بما أنا فيه في هذه العزلة الماطرة ، رجلٌ ناقص ، تحت سقفٍ ناقص وعمرٍ ناقص وذاكرة تشبه شراع سفينة في العاصفة”
“قلت له .. إنـي أكره السـﻻح،ثم إنَ الشعر والرصاص ﻻ يلتقيان يا رفيق”