“حفلت النصوص الدينية المقدسة, في أواخر العهد القديم بنعي عميق للزمان الرديء, وبتنبيهات حازمة إلى هؤلاء الذين يزعمون في أنفسهم كل حين, أنهم البطل المخلص.*”
“وهي بالطبع مثل بقية النصوص الدينية ليست مقدسة بذاتها وإنما باعتقاد الذين يقدسونها”
“ نحن نفكر دوما عبر اللغة، واللغة مشبعة بالدلالات الدينية، والدلالة الدينية عميقة في تراثنا وغائرة. ولذا فمن العسير أن نصل إلى تلك الدرجة من التجرد والتجريد العقائدي اللازمين لأي عملية فهم عميق للماضي، والحاضر أيضا ”
“فى كل مرة نجد الدين اللاحق يؤكِّد الدين السابق، بينما الدينُ السابق ينكرُ اللاحقَ ويستنكره. أو، بالأحرى، يفعل أهل الديانات ذلك مع أنفسهم، ثم يفعلونه داخل كل ديانة على حدة، حين يجعلون (المذهب) معادلاً للدين، فيصير الذين خارج المذهب خارجين عن العقيدة والدين.”
“ولعل البدايات كما كان أستاذي القديم سوريانوس يقول ، ما هي إلا محض أوهام نعتقدها . فالبداية والنهاية إنما تكونان فقط في الخط المستقيم . ولا خطوط مستقيمة إلا في أوهامنا ، أو في الوريقات التي نسطر فيها ما نتوهمه . أما في الحياة وفي الكون كله ، فكل شيء دائري يعود إلى ما منه بدأ ، ويتداخل مع ما به اتصل.”
“وكذلك فالناس في بلادك إذا أرادوا الإعلاء من قدر شخص وصفوه بأنه (ابن ناس) أو بأنها (بنت ناس) مع أن هذا التعبير ظهر في الزمن المملوكي للسخرية العامة، السخرية الشعبية غير المعلنة، من هؤلاء الحاكمين الذين لا يعرف لهم أصل، لا أب لهم، فهم: أولاد ناس!”
“سيظل ابطالنا أبطالاً مهما قيل في حقهم , مهما كانت الاخبار التي وردتنا عنهم غير منطقية , فالبطولة ذاتها غير منطقية !البطل استثناء بين الناس, نستدفىء بذكره في ليالي الشتاء , ونحلم بعودته في أيام القهر فنحتمل رداءة الزمان الذي نعيشه .”