“وتتحول الدراسة إلى عملية تدجين ، تفرض الخصاء الشخصى والفكرى على الطفل ، كى يكون مجرد أداة راضخة . يتم ذلك بالطبع تحت شعار غرس القيم الخلقية ( قيم الاحترام والطاعة والنظام وحسن السيرة والسلوك ) ولا يسمح للتلميذ أن يعمل فكره ، أن ينتقد ، أن يحلل ، أن يتخذ موقفاً شخصياً ، أن يختار ، لا يسمح له ببساطة أن يكون كائناً مستقلاً ذا إرادة حرة . وبالتالى يقع ضحية عملية خصاء ذهنى .”
“كلمة (خناقة) مثيرة في دلالتها الرمزية، فكأن الصراع لا يمكن أن يكون أقل من عملية خنق متبادلة.”
“إذا صادف أن تحقق ما يراه الإنسان في الحلم ، وهو ما يعتبر دعامة التأويل الشعبي ، فقد يكون ذلك راجعاً لأحد سببين . أولهما وأهمهما أن الحلم ينذر عن قرب بروز دافع أو ميل مكبوت إلى حيز الوعي وسيطرته على السلوك وهكذا يندفع الإنسان ، دون أن يدري ، إلى تحقيق الأمنية الدفينة في نفسه والتي ظهرت بوادرها الأولى في الحلم . وقد يكون الحلم استباق تحقيق رغبة أو استعجال حصول أمر آت . وأما السبب الثاني والأقل أهمية فهو الترابط الشرطي بين الحلم والواقع . فالإنسان يميل إلى ربط ما يحدث له في الواقع بما يكون قد رآه من أحلام تحمل نفس الدلالة برابطة السببية معتبراً أن الحلم هو سبب الحدث الواقعي والحقيقة أن الأمر لا يعدو كونه مجرد ترابط سببي .”
“حيثما وجد قهر واستغلال لابد أن يصيب المرأة منهما القسط الأوفر، وحيثما وجدت الحاجة إلى حشر كائن ما في وضعية المهانة، لابد أن يقع الاختيار على المرأة. ولكن الواقع أن طبيعة المرأة لا علاقة لها بهذا القهر.”
“تمارس عملية التلقين من خلال علاقة تسلطية : سلطة المعلم لا تناقش حتى أخطاؤه لا يسمح بإثارتها وليس من الوارد الإعتراف بها بينما على الطالب أن يطيع ويمتثل ,هذه العلاقة اللاعقلانية تعزز النظرة الانفعالية إلى الوجود لأنها تمنع الطالب من التمرس بالسيطرة على شؤونه ومصيره, وهي كذلك مسؤولة إلى حد بعيد عن استمرار الذهنية المتخلفة لأنها تشكل حلقة من حلقات القهر الذي يمارس على مختلف المستويات الرتيبة في حياة المتخلف”
“فكما أن الآلة نتاج التقنية المتقدمة، قد يعاد تفسيرها كي تستخدم بشكل خرافي أو سحري في البلد النامي، كذلك عملية التغيير الجذري (الثورة) قد يعاد تفسيرها كى تمارس من خلال الأطر المتخلفة وتفقد بالتالى قدرتها التغييرية.”
“إن العلم لا يشكل بالنسبة للعقل المتخلف أكثر من قشرة خارجية رقيقة يمكن أن تتساقط إذا تعرض هذا العقل للاهتزاز . إن العلم مازال فى ممارسة الكثيرين لا يعدو أن يكون قميصاً أو معطفاً يلبسه حين يقرأ كتاباً أو يدخل مختبراً أو يلقى محاضرة . ويخلعه فى سائر الأوقات .”