“اليوم لم يعد ممكنا حتى تخيل ذلك، لأن اليهود في مستوطنات قطيف، يقطفون الشمس بفستانها البرتقالي الذي تلبسه لحظة احتضار النهار، كأنها تستعد لسهرة ما في جهة أخرى من العالم. يجرها المستوطنون من خيوط أشعتها كما تُجَر عين من رموشها، و يأخذونها لتبيت عندهم. و عندما ينتشر الظلام ينزلون قوارب الصيد إلى الماء و يقطفون ثمار البحر. و عند الفجر يتركون الشمس تشرق على خان يونس ضعيفة تغطي وجهها هالة خجل من اغتصاب يومي لا تستطيع ردّه عن نفسها.”
“جوِّعْ كلبك يتبعك.. و يغطي لك عين الشمس بالغربال.جوع كلبك يتبعك و يوقد لك أصابعه العشرة شموعا و يمشي في جنازتك و يدعو لك بطول العمر و يكتب لك شعرا حرا..فالجوع حبل الطاعة الذي لا ينقطع و لا تراه أجهزة الدعاية المضادة و لا يحتاج المرء إلى شرائه من السوق. الجوع مثل الماء و الهواء حق للجميع، لكن الشبع بالفلوس. و الفلوس عند الملك.. والجميع حق الملك! فتفضل بالدخول في هذه الحلقة المفرغة...”
“تزحزت الشمس عن العرش ، و بدت عليها مسحة الهزيمة و هي تنكسر نحو الغروب . في لحظة الانكسار تبدو الشمس دائماً مهمومة حزينة . ربما لأنها تودع الصحراء إلى مثواها اليومي الخالد. في الصباح لا تبدو على وجهها مثل هذه السمات . في الصباح تبدو قاسية ، تتوعد، و تهدد الكائنات بالتنكيل و العذاب .”
“ان عالمي الاسلام و الغرب لم يكونا يوما أقرب أحدهما من الآخر،كما هو اليوم،و هذا القرب هو صراع ظاهر و خفي،ذلك أن أرواح الكثير من المسلمين و المسلمات لتتعفن رويدا رويدا،تحت تأثير العوامل الثقافية الغربية،انهم يتركون أنفسهم يبتعدون عن اعتقادهم السابق،بأن تحسين مقاييس المعيشة يجب ألا يكون سوى واسطة لتحسين أحاسيس الانسان الروحية،و انهم يسقطون في"وثنية التقدم" نفسها،التي تردى فيها العالم الغربي،بعد أن صغروا الدين الى مجرد صلصلة رخيمة في مكان ما من مؤخرة الأحداث،ولذلك تراهم يصغرون مقاما و لا يكبرون،ذلك أن كل تقليد ثقافي،بخلاف الخلق و الابداع لابد أن يحقر الأمة و يقلل من شأنها”
“العقل معذور في إسرافه إذيرى نفسه واقفا على هرم هائل من المنجزات و إذ يرى نفسه مانحاللحضارة بما فيها من صناعة و كهرباء و صواريخ و طائرات و غواصات و إذيرى نفسه قد اقتحم البر و البحر و الجو و الماء و ما تحت الماء .. فتصورنفسه القادر على كل شيء و زج نفسه في كل شيء و أقام نفسه حاكما على ما يعلم وما لا يعلم”
“العقل معذور في إسرافه إذيرى نفسه واقف ا على هرم هائل من المنجزات و إذ يرى نفسه مانح اللحضارة بما فيها من صناعة و كهرباء و صواريخ و طائرات و غواصات و إذيرى نفسه قد اقتحم البر و البحر و الجو و الماء و ما تحت الماء .. فتصورنفسه القادر على كل شيء و زج نفسه في كل شيء و أقام نفسهحاكم ا على ما يعلم و ما لا يعلم .”