“لا تكونُ المرأةُ جميلةً في عيني ، إِلَّا إذا أحسَسْتُ حينَ أنظرُ إليها أَنَّ في نفسي شيئاً قد عرفَها ، وأنَّ في عينيها لَحَظاتٍ موجَّهةّ ، وإِنْ لم تنظرْ هي إليَّ .فإثباتُ الجمالِ نفسَهُ لِعيني ، أنْ يُثْبِتَ صداقتَهُ لِروحي باللَّمْحةِ التي تَدلّ وتتكلَّم : تدلُّ نفسي وتتكلَّم في قلبي . ”
“لُطْفُ الجمالِ صورةٌ أخرى من عَظَمةِ الجمال ، عرفْتُ ذلك حينَما أبصَرْتُ قطرةً منَ الماء تلمعُ في غصن ، فخُيّلَ إليَّ أَنَّ لها عَظمَةَ البحرِ لو صَغُرَ فعُلّقَ على ورقة .”
“ما أشد على قلبي المتألم أن لا يأخذ بصري من الناس إلا من يتدحرج في نفسي ليهوي منها أو يتقلب في أجفاني ليثقل على عيني وأحاول أن أرى تلك الطلعة الفاتنة التي انطوى عليها القلب فانبعث نورها في حواشيه المظلمة, وأن أملأ عيني من قمر هذا الشعاع الذي جعل السماء في جانب من الصدر؛ فإذا ما شئت من الوجوه إلا وجه الحب, وإذا في مطلع البدر من رقعة سوداء لا تبلغ مد ذراع ويغشى الكون كله منها ما يغشى.. فاللهم أوسع لقلبي سعةً يلوذ بها..”
“إذا لم تكثر الأشياء الكثيرة في النفس، كثرت السعادة ولو من قلة. فالطفل يقلِّب عينيه في نساءٍ كثيرات، ولكن أمَّه هي أجملهن وإن كانت شوهاء.. فأمه وحدها هي أمّ قلبه، ثم لا معنى للكثرة في هذا القلب.هذا هو السر؛ خذوه أيها الحكماء عن الطفل الصغير!”
“أكَلَ آدمُ من الشجرة، ولا شيءَ يضيع في الكون، فَأينَ الحلاوة التي ذاقها في الجَنَّة؟. . . هي في أفواه الأطفال.”
“و "أما قبل" ... فقد رأيت عندك الفجر وأخذت منه نهاراً أحمله في روحي لا يظلم أبداً !وخالطت عندك الربيع وانتزعت منه حديقة خالدة النضرة في نفسي لا تذبل أبداً !وجالست عندك الشباب وترك في قلبي من لحظاته ما لا يهرم أبداً !واجتمعت عندك بالحب وكشف لي عن مخلوقات الكون الشعري الذي تملؤه ذاتي لا ينقص أبداً !و رأيتك يا فجري وربيعي وشبابي وحبي .. فلن أنساك أبداً !!و "أما قبل" ..... !!!”
“لا تتعجل القدر ولا تختط خطة المستقبل ولا تغذ النسيان بأفكارك حين تفكر في البعيد ، فإنك في حاجة إليها ؛ واعلم أن الآلة التي تدير هذا العالم إنما تُدار من فوق حيث لا تصل إليها اليد التي تحاول أن توقفها أو تبطيء من حركتها أو تزيد فيها”