“ما يميز أية حضارة، ليس هو جملة المعارف والصنائع التي تحدثها، في أثناء تحريكها الحياة، بقدر ما هو جملة المعايير والموازين أي "القيم" التي تحيط بهذه المعارف والصنائع، وتوجهها، ومن هذا التمايز في "القيم" يأتي "التدافع الحضاري" الذي به تستمر الحياة، وتدوم فعاليتها، كما قال تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين”
“إن المغزى الحقيقي لوجودنا في الحياة ليس التمكين في الأرض وقيادة العالم، وإن كان هذا أحد المطالب التي يجب على المسلم أن يسعى لتحقيقها، ولكن المغزى الحقيقي لوجودنا هو عبادة الله تعالى.. قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}”
“الهدف من الدعوة إلى القيم هو دفع الناس للالتزام بما يستطيعونه منها، وليس الهدف أن يتحول البشر إلى رهبان وقديسين. كلّنا نتعرض إلى لحظات ضعف وانكسار في حياتنا، ونمارس أحياناً عكس ما نقول، ليس لأننا لا نؤمن به، ولكن لأنها طبيعتنا الإنسانية التي وضعها الله تعالى فينا، والتي تتجاذبها الأهواء من حين إلى آخر، ولكننا نعود في لحظة ما، وهي لحظة الحقيقة، ونشتاق إلى فعل الصواب وممارسة القيم العُليا التي نشأنا عليها.ياسر حارب”
“وهنا سنن الله الكونية التى يجب أن يخضع لها المؤمنون والكافرون: أن الحياة فيها هذا التصادم المستمر بين قوى ومبادئ مختلفة.. وهكذا الحياة.. يحاول الكفر أن يفرض نفسه، فتنشط قوى الإيمان لكى تبقى.. فيبقى الإيمان بعد أن نمت قواه بضغط الكافرين عليه.. (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) هذا التدافع الحضارى، جزء من الاختبار الإلهى، وجزء من تمكين الخير من أن تزداد صلابته فى مواجهة الشر.”
“الثقافة بمعناها العام هي خلاصة المعارف المتوارثة والمكتسبة في أي مجتمع من المجتمعات، وتتمثل هذه الخلاصة في مجموعة من (القيم) هي التي تحدد أنماط السلوك في المجتمع.وهكذا فإننا عندما نتحدث عن الثقافة هنا لا نقصر الحديث على الآداب أو الفنون كما هو الشائع وإنما نتجه إلي المنبع، أى منبع القيم التى تتمثل في الآداب والفنون كما تتمثل في نظم التعليم والعلاقات الإجتماعية ونظم الحكم.”
“على الإنسان أن يكون على استعداد دائم لكى يتحمل تبعات الدفاع عن معتقده وعن سيرته ومسلكه وقيمه.. لكن كيف سيكون لون هذا الاختبار؟ لا ندرى.. الأمر الثانى: أن هذا التدافع هو طبيعة الحياة الفردية والاجتماعية، بمعنى أنه فى داخل الجسم البشرى، تفرض المناعة نفسها عندما تدخل جراثيم غازية، ويبدأ القتال حتى يبقى الجسم حيا.. الحياة الإنسانية، لابد فيها من هذا التدافع. هذا اللون من التدافع..ربما تنشط أجهزة الإيمان وتتحرك فيه قواه الداخلية إذا كانت فاترة عندما يشعر بالتحدى، ويكون هذا سببا فى إمداده بحياة جديدة.. وهنا سنن الله الكونية التى يجب أن يخضع لها المؤمنون والكافرون: أن الحياة فيها هذا التصادم المستمر بين قوى ومبادئ مختلفة.. وهكذا الحياة.. يحاول الكفر أن يفرض نفسه، فتنشط قوى الإيمان لكى تبقى.. فيبقى الإيمان بعد أن نمت قواه بضغط الكافرين عليه.. (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) هذا التدافع الحضارى، جزء من الاختبار الإلهى، وجزء من تمكين الخير من أن تزداد صلابته فى مواجهة الشر.”