“إن الإنسانية التى نعطيها فضل حرمة ورعاية هى التى تدرس: العقل والقلبوالبدن ٬ وتبحث بأدب تواضع عن الحق والخير ٬ والتى تتناول قضايا الإيمان ٬ وآثاره النفسية والاجتماعية ببصيرة مفتوحة ٬ وحرية واسعة. والدين فى نظرنا هو المصدر الأوحد للحقيقة الكاملة فى هذا المجال. وإذا كانت تعاليمه غير مسهبة فى وصف الإنسان جسدا وروحافهى قاطعة فى تقرير ما يجب عليه ٬ وما يحمل به ٬ أى أنها قدمت الثمرة دون عناء ٬ أو النتيجة المستخلصة دون إبراز لمقدماتها. أما الدراسات الإنسانية فهى وصافة للإنسان ٬ مصورة لمادته ومعناه فى الأعم الأغلب ٬ وقلما تضع قدميه على الصراط المستقيم بعد ذلك الجهد.”

محمد الغزالي

Explore This Quote Further

Quote by محمد الغزالي: “إن الإنسانية التى نعطيها فضل حرمة ورعاية هى التى… - Image 1

Similar quotes

“الإسلام ليس دينا غامضا حتى يحتاج فى فهمه وعرضه إلى إعمال الذهن وكدالفكر. إن آيته الأولى: هى البساطة! وميزته التى سال بها فى الآفاق: هذه السهولةالبادية فى عقائده ٬ وشعائره وسائر تعاليمه. وأشد الإساءات إلى الإسلام أن تسلك بهمتاهات الفلسفة ٬ وأن تدور به مع حيرة العقل الإنساني فى البحث عن الحق ٬ بعيدا عن هدايات الله ٬ وسنن المصطفين الأخيار من عباده !! كما أن من أشد الإساءات ٬ أن يتسلطعلى هذا الدين أقوام لهم عاطفة ٬ وليس لهم ذكاء ٬ أو لهم ذكاء ٬ ولكن الهوى يميل بهم عنالصراط المستقيم”


“إن وصف الإيمان بأنه حركة رجعية، والإلحاد بأنه حركة تقدمية وصف كاذب، فالكفر قديم قدم الغرائز الخسيسة، والأفكار السفيهة، وتاريخ الحياة يتجاور فيه الخير والشر، والصلاح والفساد، فمن قال: إن الإيمان طبيعة أيام مضت وانتهى دورها، وإن الكفر يجب أن يفسح له الطريق فهو دجال... كذلك وصف الإيمان بأنه حركة فكر محدود، والإلحاد بأنه حركة عقل ذكى، أو وصف الإيمان بأنه منطق الدراسة النظرية، والإلحاد بأنه منطق الدراسة العلمية والبحوث الكونية، هذا كلام خرافى لا حرمة له، فإن جمهرة كبرى من قادة العلم الكونى والدراسات الحيوية يؤمنون بالله، ويرفضون الزعم بأن الكون خلق من غير شىء. والواقع أن الإلحاد يعتمد على الظنون والشائعات، لا على اليقين والبراهين، وأنه لم يثبت فى معمل أو مختبر بأن الله غير موجود، وكل ما هنالك أن الماديين نسبوا لغير الله من النظام والإبداع ما لا تصح نسبته إلا لله. كما وصف القرآن الكريم (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون). أما الدلائل التى تغرس الإيمان فى القلوب، عن طريق التفكير السليم فى هذا الكون الكبير فهى قائمة ناهضة.”


“إن العمل لاسترضاء الغير وتأسيس مكانة عنده هو لون من الشرك، ألم يقل رسولنا: ' الرياء شرك '؟ الغريب أننى راقبت العمل فى ميادين أخرى، وبين جماهير غير جماهيرنا. فوجدت كل امرىء يؤدى واجبه فى صمت، ويستند إلى عمله وحده فى تقرير حقه وتثبيت كرامته، دون تعويل على زلفى أو ذوبان فى رئيس!”


“فلحساب من يتحدث بعض الناس عن الإسلام ويصورنه بعيدا عن مقررات الفطرة، وأشواق الإنسانية الكاملة؟ ولحساب من يعلو صوت الإسلام فى قضايا هامشية ويخفت خفوتا منكرا فى قضايا أساسية؟ ولحساب من يرى بعضهم الرأى من الآراء،أو يحترم تقليدا من التقاليد ثم يزعم أن الإسلام الواسع هو رأيه الضيق، وأن تقاليد بيئته هى توجيهات الوحى، وبقايا التعاليم السماوية على الأرض؟”


“نحن ندعو ربنا فى كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم ٬ و الصراط المستقيم ليس خطا وهميا ينشأ عن هوى الأفراد والجماعات ٬ وإنما هو حقيقى يرسمه من الناحية العلمية: القرآن الكريم ٬ ومن الناحية العملية: الرسول الذى حمل الوحى وطبقه وربى جيلا من الناس على عقائده وشرائعه. والتاريخ الإنسانى يشهد بقوة ووضوح أن قافلة الإسلام لزمت هذا الصراط حينا من الدهر ٬ وأنها قدمت للعالم نماذج حية فى بناء الخلق والمجتمع وا...لدولة.. نعم كان السلف الأول عابدين لله ٬ ذوى بصائر ترنو إليه وتستمد منه ٬ وتنضح بالتقوى والأدب فى كل عمر يباشرونه. وكانوا إلى ذلك خبراء بالحياة يسوسونها بالعدل والرحمة ٬ ويقمعون غرائز التطلع والحيف ٬ ويرفضون ما سبق الإسلام فى ميدان الحكم من فرعونية وكسروية وقيصرية ٬ كما يرفضون ما سبق الإسلام فى ميدان التدين من شرك أو تجسيد أو تعطيل.. إن الصراط المستقيم ليس وقوف فرد فى المحراب لعبادة الله وكفى ٬ إنه جهاد عام لإقامة إنسانية توقر الله ٬ وتمشى فى القارات كلها وفق هداه ٬ وتتعاون فى السراء والضراء حتى لا يذل مظلوم ٬ أو يشقى محروم ٬ أو يعيث فى الأرض مترف ٬ أو يعبث بالحقوق مغرور ٬”


“إن الإنسان الذى ساد هذا الكوكب ٬ ويحاول أن يبسط سيادته على كواكب أخرى ٬ أرقى فى نظرنا من أن تكون قصة حياته كقصة حياة حشرة أودابة. ولو كانت الحشرة فى رقى النحلة ٬ أو كانت الدابة فى كبر الفيل!. ونحن لا نحترم الإنسانية التى قصارها تقديم السمن والعسل ٬ والغناء والرقص ٬ وفنون المتع الجنسية وغير الجنسية على أن ذلك كله هو المستوى المنشود لطبقات الناس ٬ المستوى الذى يجب أن يبلغوه جميعا دون استثناء.إن شع...ار `الإنسان وحده ` أصبح داعيا للريبة البالغة ٬ فقد رددهقوم لا يرون الإنسان أكثر من حيوان امتاز برقى فكرى نتيجة تطور زمنى! إننا لا نستطيع أبدا أن نحترم أناسا قطعوا صلتهم بالله ٬ وعدوا الارتباط به تخريفا ووهما.. وقد يكون من حقهم أن يحيوا حتى يعقلوا ٬ وأن تتاح لهم فرص متراخية متطاولة حتى يثوبوا إلى رشدهم ٬ ويعودوا إلى ربهم..”