“قفز فوق ظهر (ريح), فاختفى نصفها, و كما لو أنها أدركت ما في صدره انطلقت مجنونة تعدو, راحت عباءته تخفق, وبخفقانها كانت فرسه تختفي حيناً وحيناً تظهر, فبدا و كأنه يخطو خطوه و تخطو فرسه خطوه, وكأن الذي تحمله كان يحملها.”
“سبحان ربي , الذي يعمر القلوب بالحٍسان , كما يعمر الأرض بالبشر , و النهار بالشمس ,و الليل بالقمر و النجوم .”
“أما الشهداء فهم طيور الدنيا الجميلة، أتعرف لماذا ؟لأنهم أكثر الناس حباً للحرية .. تظل تناديهم و تناديهم، يجرون وراءها،و لأنها تحبهم تواصل اللعب معهم، تعلو و تهبط فيصعدون خلفها و ينزلون، يفتشون عنها في كل مكان .. و هم لا يعلمون أنها مختبئة في أجسادهم !الجنود يعرفون هذا السر ..،نعم الجنود هناك خلف الحواجز، في الطائرة المروحية في الدبابة، القناصون فوق الأبراج يعرفون السر، و لهذا السبب يصوبون نيرانهم نحونا،نعم، هذا كل ما في الأمر، لا يصوبون نحونا كي يقتلونا، يصوبون نحونا كي يقتلوا الحرية التي تختبئ فينا ..الحرية التي نطاردها طوال عمرنا كي نمسك بها، هل فهمت ؟”
“بعرف ظاهر أن في قلب كل إنسان طيف إنسان غائب , مفقود . بعرف أن هناك امرأة يمكن أن ينساها المرء بعد أن تدير ظهرها ! و أن هناك امرأة يمكن أن ينساها بعد أيام , أو شهور ! و أن هناك امرأة ينساها بامرأة ثانية أو أكثر ! و هناك امرأة ينساها , ليس بامرأة تأتي بعدها , بل بامرأة سبقتها ! و هناك امرأة تأتي و تعيد ترتيب القلب من جديد , كما لو أنها المرأة الأولى ! لكن هنالك دائما امرأة واحدة تسكن القلب و تراقب ساخرة كل النساء اللواتي يعبرنه غريبات ! .”
“المرء لا يفقد شيئا هو في الأصل لغيره. و إلا سوف يعذب مرتين. مرة بجهله و مرة بفقدان ما ليس له”
“إن أسوأ فكرة خطرت للإنسان : أن يكون بطلا في الحرب , و هناك ألف مكان آخر يمكن أن يكون فيها بطلا حقيقيا . و لكن هذه الحرب فرضت علينا , و لم نخضها كي نصبح أبطالا , بل خضناها لكي نكون بشرا , كرمهم سبحانه و تعالى حين قال : ( و لقد كرمنا بني آدم ) صدق الله العظيم . نحن لا نريد أكثر من أن نكون بشرا . أما ما أحلم به , فهو أن تكونوا أبطالا كلكم بعد هذا الحصار . فالبطولة في أن تبنوا بلادكم بأمان , و أن تزرعوا أشجاركم بأمان , و ألا تخافوا على أطفالكم , لأنهم محاطون بالأمان . سيصبح كل رجل بطلا حين يتجول في الطرقات , كما شاء , دون أن يعترض طريقه أحد , أو ينال من كرامته أحد , أو يسرق قوت عياله أحد , أو يعبث بحياته أحد , أو يقيد حريته أحد . و تكون البطولة , حين تسير امرأة بمفردها فيهابها الجميع , لأنها بطلة على جانبيها أطياف مئات البطلات و الأبطال . أريد شعبا كاملا من الأبطال , لا شعبا من الخائفين بين هذين البحرين : بحر الجليل و بحر عكا . البطولة الحقيقية في أن تكونوا آمنين إلى ذلك الحد الذي لا تحتاجون فيه إلى أية بطولة أخرى ..”
“في مكان كهذا, و صفاء كهذا, و امتداد لا يعيق البصر و لا البصيرة, يمكن ان يكون المرء اكثر قرباً لله”