“أمة الإسلام الواحدة تجمعها روابط الإسلام والجهاد مادامت تشترك معا في شئون الدفاع عن أوطانها التي يجعلها الإسلام وطناً واحداً. ومعنى ذلك أن أمة الإسلام الجامعة، أمة الأحرار، لم يكن من الضروري قط أن تخضع لنظام سياسي واحد أو لسلطان مركزي واحد.. بل يمكن أن تربط وحداتها بعضها إلى بعض رابطة رمزية هي التي سماها أبو بكر "خلافة".. وهي مصطلح بعيد كل البعد عن معنى الملك أو السلطان أو الدولة أو الإمبراطورية. وذلك هو لباب الفلسفة السياسية لأمة الإسلام.إنها ليست إمبراطورية ولا كسروية ولا قيصرية تخضع الناس لسلطان واحد بالقهر والقوة، بل هي رابطة الإيمان التي لا تمس كرامة شعب من شعوبها أو وطن من أوطانها. فكما أن كل فرد في هذه الأمة حر مادام ملتزماً بالإيمان بعقيدة الأمة مرتبط معها بروابط الجهاد والدفاع عن الدين وحماية وطن الأمة العام الواحد، فكذلك كل وحدة من وحداتها كان من الممكن أن تظل قائمة بذاتها وشخصيتها ومقوماتها داخل رباط وحدة الإيمان الواحد والهدف الواحد.”