“إن جميع مدارك الإنسان إنما هو وليد تصوراته، والتصورات إنما تتجمع في الذهن عن طريق نوافذ الحواس الخمس. وهذا يعني أن الإنسان لا يعقل من المجردات إلا ما كان له مقاييس ونماذج حسية في ذهنه، فما لم يسبق له في ذهنه أي نموذج أو مقياس فإن من المحال بالنسبة إليه أن يتصوره ويدركه”
“إن الإنسان كائن أخلاقي بطبعه ، أي أن أعماله تحمل معها (( قيمة )) خلقية ، بصرف النظر عن كون هذه القيمة في اعتبار الإنسان بعينه صحيحة أم خاطئة. إنما تستمد أعمال الإنسان قيمة خلقية من كون أن له طريقين اثنين لا طريقًا واحدًا - غريزيًا - كالحيوان، و له القدرة على معرفة الطريقين و اختيار أحدهما”
“فما دام الدين هو جمله أ وامر ونواهِِ ،فإن هذه الأخيرة لا تصبح قانوناً ملزماً للإنسان، دونما طمع في الثواب أو خوف من العقاب، في الدنيا أو في الآخره، إلا إذا صدرت عن قوة داخلية في الإنسان يقررها عقله، قوة "الأمر المطلق"...ليس هذا وحسب، بل إن وجود"الأمر المطلق" في الإنسان دليل على أنه حر الإرادة.و إذا كان العقل النظري لايستطيع أن يبرهن على حرية الإرادة لدى الإنسان،فإن العقل العملي يتخذها مسلمة له، مثلها مثل وجود الله وخلود الروح.”
“أن الإنسان إنما يحب الحياة محبة لنفسه وأنه لا يحب من أحب من الأحباب إلا ليتمتع به في حياته.”
“الدين لم يطالب الإنسان - من أجل أن يؤمن بالله - أن تفكر في الذات الإلهية التي يعجز عن الإحاطة بها , إنما طالبه بالتفكر في آيات الله التي تستجيش النفس بدلالاتها الواضحة على تفرد الله سبحانه وتعالى بالألوهية والربوبية فيؤمن الإنسان بالله الواحد الذي لا شريك له , ثم تستقيم حياته بمقتضى ذلك الإيمان .”
“ومن حق كل وليد أن يجد من الكفاية الغذائية، والرعاية التربوية، ما يجده كل وليد آخر في الدولة. فإذا حدث أن كان دخل أبويه أو ظروفهما المعيشية لا تمكنهما من توفير هذه الفرصة له، فإن على الدولة أن توفر لهما هذه الظروف .. لا لحسابهما وحدهما كعضوين في هذاالمجتمع، بل لحساب هذا الوليد، الذي يصبح تكافؤ الفرص بالقياس له خرافة، إذا نشأ ناقص التغذية، أو مهملا في البيئة، بينما هناك ولدان آخرون محظوظون تتاح لهم هذه الفرصة دونه في الحياة.”