“في هذا البعد الذي فررت إليه رافعا شعار " لا العين ترى ولا القلب يوجع" و ها هي العين لم تعد ترى صور الهموم في وطني، و صار القلب حقا لا يوجع. لكن -هذا القلب- ليس معافى بل صار يمسكه الوهن”
“الذي أدريه الآن يقيناً، أن من يصعد إلى هذا المرتقى يوماً، لا يعود كما كان من قبل الارتقاء، ويظل يهفو أبداً إلى هذا الارتقاء، لهذا لم أعد أرى في جنون متسلقي قمم الجبال جنوناً، بل هي رغبة مطلقة في الانعتاق من شقاء العالم الأرضي وملامسة مطلق النقاء الذي لم يمسسه بشر أو لم يلوِّثْه بعد.”
“وجعا لقل مكشوف فقد تاموره ..قابل للإختلال بهزة، أو الانجراح بلمسة ،أو الانفجار في انفعاله صغيرة زائده ،لكن المؤكد أن هذا القلب المزاح عنه الحجر سيكون قادر علي الإمتلاء حتي تمامه ،وضخ الدم في العروق غزيرا ،ولعل هذا في حد ذاته يكتسح الألم”
“ربما يكون القلب الشيءالوحيد الذي هو باللمس في هذا العالم ...لكن ترى كم مخلوق يفقده”
“هوِّن عليك، أو لا تهوِّن، فكل جمال في هذا البلد سيذكرك بنقيضه، وكل سلام سيجعلك تحس بالارتجاف. وهذا ليس قصداً، إنما هي آلية الذاكرة، فما تحمله ليس مما يُنسى، وخير ألا ينسى.”
“وها هي قمة إفرست نحوم حولها ونصعد رويدا رويدا، إننا نرتقيها ونتعلق، نحدق مذهولين. تشبه هرما رماديا سرمديا موشى بالثلوج بين القمم الناصعة. أُمعِن. ثمة هالات من النور تحيط شفيفة خفيفة بقمة الهرم. أتراه وهم روحي، أم زيغ بصري، أم ارتداد ضوء الشمس عن مرايا أصفى ثلوج الأرض؟ لا أدري، ولن أدري. الذي أدريه يقينا أن مَن يصعد إلى هذا المرتقى يوما، لا يعود كما كان قبل الارتقاء، ويظل يهفو أبدا إلى هذا الارتقاء، لهذا لم أعد أرى في جنون متسلقي قمم الجبال جنونا، بل هي رغبة مطلقة في الانعتاق من شقاء العالم الأرضي، وملامسة مطلق النقاء الذي لم يمسسه البشر أو لم يلوثوه بعد.”
“في قصصي أنطلق دائماً من موقف الدهشة، عندما أندهش فإن «جهاز القص» يبدأ عندي في «الدوران»، والعلم في آفاقه الحالية والمستقبلية أصبح مشحوناً بقدر هائل من الدهشة وكأنه فعل تخيلي، خذ عندك الثقوب السوداء التي تبتلع وتولد النجوم، رؤية الجزئيات في تفاعلها الكيميائي، الاستنساخ، حافة الكون، هذه كلها مدهشات، كل هذا يدهشني ويشغل ماكينة القص لدي بنفس الاندفاع الذي تخلقه الدهشة إزاء ضربات القلب والمشاعر الانسانية وتناغم الطبيعة.”