“و إذا كان الشعور بالولاء قد دفع الألوف من مسلمي الهند إلى هجرة أهلهم و ديارهم إلى أفغانستان عندما خاضت بريطانيا الحرب ضد الخلافة العثمانية ، معتبرين أن بلادهم - و هي المستعمرة البريطانية - قد صارت "دار حرب" واجبة الترك ، فإن الشعور بالانتماء دفع الإيرانيين للذهاب إلى ما هو أبعد ، إذ اعتبروا أن استمرار الاغتصاب الإسرائيلي لفلسطين بمثابة عدوان على ديار الإسلام . يظل رده مسئولية كل مسلم . فوقفوا دون تردد إلى قضية الثورة . و اعتبروا منذ للحظة الأولى أن مكانهم الطبيعي في الخندق الفلسطيني . واستعصى عليهم - ولا يزال - أن يفهموا غير لغة النضال المسلح ضد اسرائيل ، بقدر ما أنهم لم يتصوروا لهم مكانا خارج المربع الفلسطيني .”
“يخيل إلي أنني عشت دهراً طويلاً عندما أفكر في كل ما قاسيت من آلام بينما يعيش بعض الناس سنين طويلة، و عندما يغلقون عيونهم يستطيعون أن يقولوا ببساطة أنهم لم يعيشوا على الإطلاق، كأنما كانوا طيور هجرة أو متفرجين لم يفهموا معنى الحياة، و يدفع القدر في الجانب الآخر بعض الناس إلى طريق المتاعب و يرغمهم على تحمل كل ألوان العذاب.”
“ستلاحظون بلا شك كم هو مقيت أن يجتمع المرء بشخص لا ينفك يغمز بعينيه، و يلوي بفمه. و لكن هل لكم أن تتصوروا أمثال ذلك الشخص و قد انضموا إلى ناد..؟. لا حاجة بي إلى هذهِ المبالغات، و إنما تكفي ملاحظة بعض الأسر الكبيرة حيث يتشابه أفرادها في بعض الملامح و الايماءات و النبرات المعينة. حدث لي أن وقعت في حب امرأة (بالسر طبعًا)، و هربت مذعورًا من مجرد احتمال أن أتعرف إلى أخواتها. و في مناسبة أخرى حدث لي أمر مريع، إذ وجدت في امرأة ملامح ممتعة جدًا، و لكن، ما أن تعرفت إلى شقيقتها حتى أصابني الغم و الخجل لمدة طويلة، فالملامح ذاتها التي بدت جميلة في تلك، ظهرت في أختها بارزة و مشوهة بشكل يكاد يكون كاريكاتوريًا، و تصوّر هذا التشويه لجمال الأخت ولّد لديَّ، إلى جانب هذا الشعور، احساسًا بالخجل، كما لو كان يقع علي، إلى حدٍ ما، تبعة من جراء ما تسلطه الأخت من ضوء خفي ساخر، على المرأة التي اعجبت بها جدًا.”
“فالشريعة تريد من المكلفين أن أن يقصدوا إلى ما قصدت هى , و أن يسعوا إلى ما هدفت و توخت .”
“فإذا أراد الكاتب الفلسطيني بشكل خاص والكاتب العربي بشكل عام، أن يصل إلى العالم، فإن عليه أن ينسى.أما إذا أراد الكاتب الإسرائيلي أن يصل إلى العالم، فإن عليه أن يتذكر.”
“بعض أسباب رسوخ و حصانة السلبية تعود إلى ارتكازها على مفاهيم تنسب زورا و ظلما إلى الدين أو إلى نصوص دينية مجتزأة من سياقها أو إلى مواقف لعلماء دين كانت مجرد ردود أفعال في سياقها التاريخي و هكذا فإن ذلك كله يتداخل مع أمثال شعبية و أقوال مأثورة و أنماط سلوك شائعة قديمة تجعل كل ما سبق يمتلك حصانة و قداسة لا مبرر لها دينيا بل و كل ما في الإسلام هو ضد هذه السلبية .”