“يا صاحبي ما آخر الترحالو أين ما مضي من سالف اللياليو أين الصبا و أين رنة الضحكذابت ?¡كأنها رسم علي الماءأو نقش علي الرمالكأنها لم تكنكأنها خيالأيقتل الناس بعضهم بعضاًعلي خيالعلي متاع كله إلي زوالعلي مسلسل الأيام و الليالفي شاشة الوهم و مرآة المحالإلهي يا خالق الوجد … من نكونممن نحن … من همو … و من أناو ما الذي يجري أمامناو ما الزمان و الوجود و الفناو ما الخلق و الأكوان و الدناو من هناك … من هناأصابني البهت و الحنونما عدت أدريو ما عاد يُعبَر المقال”
“و من قال إن الطالب يستطيع أن يصل بالبحث إلي غايته؟ نحن نعيش العمر كله طلاب علم, كادحين إلي ما نستشرف له في كل خطوة من جديد الآفاق و الغايات. و ما من بحث يمكن أن يقول الكلمة الأخيرة في موضوعه. و جهد طالب العلم لا يقاس بمدي ما قطع من أشواط, و إنما يقاس بسلامة اتجاهه , و لو لم يقطع سوي خطوة واحدة علي الطريق الطويل الممتد إلي غير نهاية و لا مدي.”
“و النجوم عند ذاك تخفق ومضاتها فوق رأسينا كأنها دفوف عرس كوني , و ما أن التقت بين عيوننا ومضة خفاقة حتي اتحدنا في عناق اعتصر من قلبينا كل المرارات و ذوبها في رحيق من هناء فاضت نعمته علي كل ما حولنا من وجود , و من بعد ذلك العناق ما عادت هي ضائعة في الدنيا و لا عدت أنا جزيرة مستوحدة تعول في وحشتها زوابع اليأس و لا يبلغ أسنة الصخور في شاطئها الوعر شراع...و الدنيا سلام و الطريق طويل.”
“ أتعرف يا ناصر؟ كثيرا ما أفكر فى الهجرةالهجرة من مصر؟-ليس بالضبط. هناك نوعان من الهجرة, هجرة الى الداخل تكتشف فيها نفسك من جديد, تنقيها من الشوائب و من العقد, و تطهرها من الآثام و من الحقد, و تسمو بها الى آفاق أرحب و أسعد. و هجرة الى الخارج لا يهم فيها نفسك و ما بها , بل تأخذ نفسك و تهاجر الى شىء آخر, لامرأة تصبيها, او مال تجمعه, أو نفوذ تبنيه, و شتان بين الاثنين.”
“فبكى كليب <ابن ربيعة> و تفكر و هو يتأمل على ما أصابه و يتحسر حتى العبد دمعت عيناه و رثى لحاله... ثم تنفس كليب الصعداء و هو مطروح و جعل يقول من حلاوة الروح: أين الأحباب أين الأعوان و الحجاب أين جندي و دولتي أين ملكي و صولتي؟ تباً لحكم مصيره الزوال فيا ويل الذين يتجبرون على الإله المتعال.”
“و هناك أمر آخر كنت من دعاته و الناس جميعا في عمى عنه و بعد عن تعلقه و لكنه هو الركن الذي تقوم عليه حياتهم الاجتماعية، و ما أصابهم الوهن و الضعف و الذل إلا بخلو مجتمعهم منه ، و ذلك هو : التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب ، و ما للشعب من حق العدالة على الحكومة ... أن الحاكم و إن وجبت طاعته فهو من البشر الذين يخطئون و تغلبهم شهواتهم ، و أنه لا يرده عن خطأه و لا يوقف طغيان شهوته إلا نصح الأمة له بالقول و الفعل. جهرنا بهذا القول و الاستبداد في عنفوانه ، و الظلم قابض على صولجانه ، و يد الظالم من حديد ، و الناس كلهم عبيد له أي عبيد”