“وويل لذي النية الطيبة إنه لا يغرّم فقط من خلال استغلاله, بل يزدري باعتباره ساذجاً وغبياً , تدلنا علاقات التكاذب والتضليل على مدى الانهيار الذي ألم بقيمة الإنسان في العالم المتخلف حين يتحول إلى مضلل أو ضحية تضليل فالآخر ليس مكافئا لنا بل أداة نستغلها بمختلف الوسائل الممكنة أداة لخداعنا”
“الذي حدث هو أنه لم يتحول العالم الفسيح الضخم إلى قرية كونية صغيرة فقط، بل أيضًا تحول الإنسان من كائن قروي صغير إلى إنسان عالمي ضخم!أي أن العالم تضاءل من تضخم وأن الإنسان تضخم من تضاؤل.”
“ليس فقط حجم الانحراف هو الذي يدل على مدى أزمة المجتمع ، بل نوعه و شدّته ..”
“ليس العرفان منهجا غريبا وشاذا، بل له أسباب ودواع كغيره من العلوم وطرق المعرفة البشرية استنادا إلى سعي الإنسان الحثيث والدائم عن حقيقة الوجود، وكذلك البحث عن كيفية الوصول إلى الحق عبر الوسائل المختلفة و الممكنة.”
“النية الطيبة لن تبرر عملاً خاطئاً، بل هي شرط أساسي للعمل الصائب فقط..”
“لكن مع الرؤية السائدة، وبسبب الموقف الغامض من القدر لم يعد الصبر تلك الوسيلة الفعالة للتغيير، على العكس لقد صار أداة لإبقاء الوضع على ما هو عليه، صار مجرد وسيلة للتحمل، أداة تسكين وتخفيف للألم مع أقل قدر ممكن من التشكي والتضجر.إنه صبر المفعول بهم لا صبر الفاعلين الذين غيروا العالم، إنه الصبر الذي يشبه نبتة أخرى، ليسة نبتة الصبار بل الأفيون، الصبر المخدر الذي يعلقه الناس ليجتروا حياتهم بكل آلامها ومعاناتها، ومظاهر سلبياتها، يحتاجه الناس لكي يتعايشوا مع واقعهم المرير - الذي لا يملكون تغييره - ولا حتى يفكرون بتغييره.إنه ليس الصبر على التغيير والتحدي، بل الصبر عن التغيير وعن التحدي وعن المواجهة، إنه الصبر المرادف للإنتظار المجرد، الإنتظار الفارغ من أي أمل أو أي رغبة في كسر هذا الفراغ، انتظار الأشرعة المكسورة لكل ما قد تأتي به السفن، الإنتظار الذي قد يكون مفتاحاً للفرج!إنه الصبر الذي صار جزءاً من عاداتنا وتقاليدنا وسلوكياتنا .. من أمثالنا وأعرافنا، صار لصيقاً بنا في كل مفردات حياتنا: حتى في الأغاني! لو فتحنا أي مذياع على أي محطة إذاعية وأستمعنا للبث المباشر وطلبات الأغاني لوجدنا مفردة الصبر تتكرر بنسبة مذهلة: إنه صبر العاشقين الذي لا يعني أكثر من كونهم محرومين وينتظرون! ليس أكثر من حبة مسكنة للألم أو فاليوم مهدئ وربما أحياناً تصل الجرعة منه إلى الأفيون.ذلك هو الحاصل النهائي لمفهوم الصبر بعد أن تم الترسيم والتنظير الإيديولوجي لتخلية الإنسان من مسؤولية أفعاله وإرادته.”