“إن المهندس المصري الشاب الذي لا يجد عملاً , لا يجلس على المصطبة لأنه يحب الجلوس عليها , بل لأسباب أخرى لا تخفى على سيادة الرئيس . وأما من وجد من المصريين عملاً , فإن انخفاض إنتاجيته لا يعود إلى كسل أو تكاسل , بل إن انخفاض إنتاجيته له علاقة وثيقة بما كنا نتكلم عنه حالاً , من سفريات مئات الموظفين الكبار وحصولهم على بدلات سفر لا يستحقونها ولا نفع منها . فالظلم يثبط الهمم ويخفض الإنتاجية , والعدل يحفز الهمم ويزيد الإنتاجية .”
“كان الرئيس مبارك ولا يزال يضايقه وصف السياسة المصرية بالتبعية للولايات المتحدة ولكنى ، على الرغم من أنى أيضا لا أحب هذا التعبير ، لا أجد تعبيرا آخر يفى بالغرض فى وصف ما نحن فيه ، وقد يكون التعبير قاصرا لا لأنه يتجاوز الحقيقة بل لأنه يصف العلاقة بأقل من حقيقتها ،فالعلاقة بيننا وبين الولايات المتحدة ، من نواح كثيرة ، أسوأ من علاقة التابع بمتبوعه ، ولعل تعبير التبعية أقرب إلى وصف سياسة مسز تاتشر بالولايات المتحدة منه الى وصف علاقة السياسة المصرية بالأمريكية . والرئيس مبارك نفسه يقول بصراحة أحيانا ،حينما يشتد به الضيق ، إن من يملك غذاءه لا يملك ارادته ،وهو ليس غلا تعبيرا بكلمات أخرى عما نقصده”
“ليس من الضرورى مثلا أن يكون الرئيس بوش قد جلس يوما مع الرئيس صدام حسين، وعلى وجه كل منهما ابتسامات شيطانية ،يخططان لغزو الكويت ، بل إن من الممكن جدا أن يُدفع صدام حسين إلى القيام بعمل معين دون أن يكون واعيا وعيا تاما بدوافعه ونتائجه ،أو على الأقل دون أن يُقال له بالظبط أهداف الخطة و أبعادها وخطوات تنفيذها خطوة خطوة . إن الأمر هو مؤامرة فقط بمعنى أن الضحية والضحايا ،وهم فى العادة من الأفراد العاديين الذين لا يدخلون طرفا فى اللعبة السياسية ،لا يدرون الأسباب الحقيقية لما يحدث ،بل وتُبذل جهود متعمدة لتضليلهم .”
“نحن نعرف أشخاصاً واسعي المعرفة و بعيدين كل البعد عن الحكمة ، و أن الحكمة كثيراً ما تكون مطلوبة أكثر من المعرفة ، بل و إن كثرة المعرفة قد تؤدي هي نفسها إلى قلة الحكمة ، إذا كانت من نوع المعرفة التي "لا تنفع الناس" ، أو إذا أدت كثرتها إلى اختلاط الأمور أمام صاحبها فأضعفت قدرته على التمييز بين النافع و الضار.لا يمكن إذن في تحديد الهدف الاكتفاء بكم المعرفة بل لا بد من التطرق إلى نوعها .”
“إن المجتمع الاستهلاكي عندما يأتي إلى بلد فقير لا يثير فقط "أحزانا طبقية" بل و"أحزانا ثقافية" أيضا. فقد كان لدينا أمل، في وقت من الأوقات، في أن تستطيع مجتمعاتنا أن تقدم للإنسانية شيئا مختلفا، بل وشيئا أفضل من هذا.”
“إن أي إعفاء من الديون , مهما كان صغيراً , هو بالطبع أفضل من عدمه , ولكن من المفيد أن نعرف أن الاعفاء من الديون دائما له ثمن بعضه دفع مقدما , وبعضه يدفع الآن , وبعضه سيدفع فيما بعد , كما أن من المفيد أن نعرف أن الاقتصاد لا ينبني لا بالاستدانه ولا بالاعفاء من الديون وإنما بوسائل مختلفة تماما .”
“الصراع بين المسلمين والأقباط صراع مفتعل من أساسه، ولا ناقة فيه ولا جمل لا للمسلمين ولا للأقباط، بل الغرض الحقيقي من إثارته وزيادته التهاباً هو الإضرار بالمسلمين والأقباط جميعاً.”