“يمكننا أن نستفيد من ( ماركس ) في الاقتصاد ، و (دور كايم ) في علم الاجتماع ، و (فرويد ) في علم النفس ، فليس كل ما كتبوه باطلا ، كما ليس كل ما كتبوه معصوما . المهم أن يكون لنا حق النقد ، و حق الاختيار ، و أن نأخذ و ندع من الفكر الغربي وفق معاييرنا نحن ، و أن نخرج عقولنا و أنفسنا من ( جحر الضب ) الذي وقع فيه عبيد الفكر الغربي بشقيه : الليبرالي و الاشتراكي .”
“و ما معنى الإيمان الجاد بالله إذا دار في خلد المسلم أن علم الله محدود، و أن علم البشر و تجربتهم أفضل من علم الله و أصدق و أولى بالاتباع؟”
“و من قال إن الطالب يستطيع أن يصل بالبحث إلي غايته؟ نحن نعيش العمر كله طلاب علم, كادحين إلي ما نستشرف له في كل خطوة من جديد الآفاق و الغايات. و ما من بحث يمكن أن يقول الكلمة الأخيرة في موضوعه. و جهد طالب العلم لا يقاس بمدي ما قطع من أشواط, و إنما يقاس بسلامة اتجاهه , و لو لم يقطع سوي خطوة واحدة علي الطريق الطويل الممتد إلي غير نهاية و لا مدي.”
“في الحقيقه ان الإدعاء بأننا يمكننا أن ندرك كل شيء خطأ جسيم.حيث إننا أدركنا في الوقت الحاضر أن ما نعلمه و ندركه من الأمور ليس إلا بعضاً يسيراً, و يمكن أن نبصر بالمقدار نفسه أيضاً. و هذا يعني أن العالم الذي ندركه و نشاهده لا يُعدُ شيئاً بالنسبه لما لا ندرك و لا نبصر.”
“مع كل دعاء أدعوه .. أشعر في قلبي أن الله يقولعلم عبدي أن له رب سميع مجيب فدعاه ، و علم أن بحسن ظنه يكون ما دعا بإذني ..فإبتسم و حمد و شكر .. فلك ما سألت عبدي و أكثر فأنني أنا الكريم”
“لذلك أوصي كل قارئ لهذه الفصول أن يتخذ له دفترا , يدون فيه كل عشية ما رأى في يومه , لا أن يتكب ماذا طبخ و ماذا أكل , و لا كم ربح و كم أنفق , فما أريد قائمة مطعم , و لا حساب مصرف . بل أريد أن يسجل ما خطر على باله من أفكار , و ما اعتلج في نفسه من عواطف , و أثر ما رأى و سمع في نفسه , لا ليطبعها و ينشرها , فما كل الناس من أهل الادب و النشر , و لكن ليجد فيها يوما نفسه التي فقدها ..”