“لا يمكن أن يكون الحب أعمى لأنه هو الذي يجعلنا نبصر”
“سألتك عن هذا الطابور (أشرت إلى طابور من أجساد صغيرة بدا لي ساعتها أنه طابور من السجناء) قلت : ناس تنتظر دورها، لأنه لا يعقل يا جدي أن تدخل الناس الجنة بهمجية، كأنها تتزاحم على ركوب الأتوبيس، عددهم كبير جدا، عليهم أن ينتظروا دورهم. قلت لك وأنا أضحك : قد يملون الانتظار عندما يطول فيغادرون. رمقتني بنظرة صارمة، قلت : من يمل ويمشي، هو حر، هو الخسران! واصلت دعابتي : ولو تعاركوا على من يدخل أولا؟ تطلعت في باستنكار وقلت: جدي أنت لا تفهم، منت ينتظر دخول الجنة يفكر يطريقة مختلفة، يكون مشغولا بالاستعداد، يمكن يغنى، يمكن يرسم، يمكن يتخيل شكلها ويحكي لجاره أو يمكن يكون خايف وقلقان.”
“هل يمكن أن يكون البحر أرحم منهم؟لا بد أنه أرحم فليس للبحر قلب ولا عقل ولا هو من نسل آدم فنعتب عليه ونلومه ونقول له :لماذا لم ترأف بحالنا يا بحر ألست بشراً مثلنا ؟!”
“هل يمكن أن تقع طفلة في الخامسة في الحب؟ أقول ترى أين هو الآن؟ هل ترك المخيم وحملته الدنيا إلى منفى جديد أم بقي في مكانه، مطموراً تحت الأنقاض منذ خريف سنة ٨٢؟ أتأمل بنورته فأرى أشياءً وأرى نفسي وربما أرى الماضي أو المستقبل. أغلق يدي عليها بحرص وأعيدها إلى مكانها.”
“ولكنني أكره العدمية، وأكره تيئيس الناس عندما يسقط الإنسان هو شخصيا في اليأس فيعلن هكذا بخفة وبساطة أن كل مسعى يلجأ إليه الناس لخلق معنى لحياتهم ليس سوى أوراق توت! ـ”
“هل هو شر لا يحكمه منطق سوى الأذي أم أن الأسباب مستغلقة عليه؟”