“ﻭﻗﺪ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺣﻴﻦ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﻭﻗﻊ ﻣﻨﻪ٬ ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻗﺒﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻏﺒﺎء ﻭﻫﻮﺍﻥ ٬ ﻭﻫﻮ ﻓﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﻭ ﺃﺷﺪ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻐﻠﻄﻪ٬ ﻓﻠﻌﻞ ﺻﺪﻗﻪ ﻓﻰ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺃﻟﻤﻪ ﻟﻤﺎ ﺑﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﻳﻤﺴﺤﺎﻥ ﻫﻔﻮﺗﻪ ﻭﻳﻐﻔﺮﺍﻥ ﺯﻟﺘﻪ.ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻫﺠﺲ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻭﻑ ـ ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﺍﻟﺤﻖ ـ ﻓﺎﻷﺟﺪﺭ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺸﺠﻊ٬ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﺝ ﻣﻦ ﻟﻮﺛﺎﺏ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ”ﺗﺤﺮﻭﺍ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻠﻜﺔ ﻓﻴﻪ ٬ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ”٬ ﻭﻗﺎﻝ: ”ﺇﺫﺍ ﻛﺬﺏ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻨﻪ ﻣﻴﻼ ﻣﻦ ﻧَﺘﻦِ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ“. ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﻰ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻳﺘﺄﺩﻯ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ﻓﻰ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ٬ ﻓﺈﻥ ﺣﺮﺹ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺒﺲ ﺑﻪ٬ ﻳﺠﻌﻞ ﺿﻴﺎء ﺍﻟﺤﻖ ﻳﺴﻄﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﻩ٬ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﺮ ﻭﺟﻞ: ”ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﷲ ﻭﻗﻮﻟﻮﺍ ﻗﻮﻻ ﺳﺪﻳﺪﺍ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻜﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻟﻜﻢ ﺫﻧﻮﺑﻜﻢ ﻭﻣﻦ ﻳﻄﻊ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺯ ﻓﻮﺯﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ“. ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﻻ ﺭﻳﺒﺔ ﻓﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ٬ ﻭﻻ ﻫﻮﻯ ﻣﻌﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺮﻳﻦ ﺍﻹﺧﻼﺹ٬ ﻭﻻ ﻋﻮﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻧﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ. ﻭﻧﺠﺎﺡ ﺍﻷﻣﻢ ﻓﻰ ﺃﺩﺍء ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ٬ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻪ ﺑﻨﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺻﺎﺩﻗﺔ. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﺮﻭﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﺒﻴﺮﺓ٬ ﺳﺒﻘﺖ ﺳﺒﻘﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍ٬ ﻭﺇﻻ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻰ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ٬ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺞ ﻭﺍﻟﺨﺒﻂ٬ ﻭﺍﻻﺩﻋﺎء ﻭﺍﻟﻬﺰﻝ٬ ﻻ ﺗﻐﻨﻰ ﻓﺘﻴﻼ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝﺍﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ”ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ٬ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻳﻬﺪﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮ٬ ﻭﺍﻟﺒﺮ ﻳﻬﺪﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ٬ ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺼﺪﻕ ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺣﺘﻰ ﻳُﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺻﺪﻳﻘﺎ.. ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ! ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻳﻬﺪﻯ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻳﻬﺪﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﻜﺬﺏ ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺣﺘﻰ ﻳُﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻛﺬﺍﺑﺎ“. ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﺍﻟﺬﻯ ﻫﺪﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻟﻀﻌﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ٬ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ. ﺭﻭﻯ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ: ” ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻳﻜﺬﺏ٬ ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ ﺍﻟﻜﺬﺏ٬ ﻓﻴُﻨﻜﺖ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻧﻜﺘﺔ ﺳﻮﺩﺍء٬ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻮﺩ ﻗﻠﺒﻪ٬ ﻓﻴُﻜﺘﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺍﺑﻴﻦ“".”