“إن الحرب تزلزل الأخلاق و تغري النفوس الضعيفة بالشره و الجشع و تقدم لنا أمثلة كثيرة ممن اغتنوا بعد فقر لأسباب خسيسة و أعمال وضيعة ‘ ثم تضغط على صغار الموظفين و الصناع و التجار فيرون أنهم لا يستطيعون العيش الكافي في مجال رزقهم المحدود فإذا هم لم يتحصنوا بالخلق المتين مدوا أيديهم و خربوا ذممهم”
“الحرب في أكثر الأمم تعد مبعثا لفساد الخلق و خراب الذمم و هي في الأمم الضعيفة أشد فتكا و أسوأ أثرا . و واجب المصلحين بعد الحروب أن ينشلوا الأمة من وهدتها و ينقذوها من ورطتها”
“استشعر الجمال في مأكلك و ملبسك و مسكنك و صادق الزهور و تعشقها ثم انشد الجمال في الطبيعة و مد بين قلبك و مناظر البساتين و الحدائق –و السماء و نجومها و الشمس مطلعها ومغيبها و البحار وأمواجها و الجبال و جلالها – خيوطا حريرية دقيقة تتموج بموجاتها و تهتز بهزاتها .. ثم انظر إلى الأخلاق على أن فضائلها جمال و رذائلها قبح لا على أن فضائلها منفعة و رذائلها متلفة ثم غن للجمال و اهتف به حيثما كان و اعبده و افن فيه و أنا واثق بأنك ستسعد بهذا سعادة لا يتذوقها ذوو الشهوات و لا أصحاب رؤوس الأموال”
“إن شئت أن تعرف قيمة الذوق في الأمة فجردها من دور فنونها و جردها من حدائقها و بساتينها و جردها من مساجدها الجميلة الجليلة و كنائسها الفخمة و عمائرها الضخمة و جردها من نظافة شوارعها و تنظيم متاحفها ثم انظر بعد ذلك في قيمتها و فيم يميزها عن غيرها من الأمم المتوحشة و الأمم البدائية”
“إن شئت أن تعلم قيمة الذوق في الفرد فجرده من الطرب بالموسيقى و الغناء و جرده من الإستمتاع بمناظر الطبيعية و جمال الأزهار و جرده من أن يهتز للشعر الجميل و الأدب الرفيع و الصور الرائعة و جرده من الحب في جميع أشكاله و معانيه ثم انظر بعد ذلك ماذا عسى أن يكون و ماذا عسى أن تكون حياته”
“ليكن مبدأك الشعور بالواجب و الإعتدال في اللذائذ و طهارة النفس و الحرص على الشرف و السعي وراء النبل و المروءة و لتكن النتيجة بعد ذلك ما تكون”
“إن الأمة لا يستقيم أثرها إلا إذا تعادل في أبنائها الشعور بالحقوق و الواجبات معا و لم يطغ أحدهما على الآخر”