“لا يخاف المستبد من العلوم الدينية المتعلقة بالمعاد ، المختصة ما بين الإنسان و ربه ، لاعتقاده أنها لا ترفع غباوة و لا تزيل غشاوة، وإنما يتلهى بها المتهوسون للعلم، حتى إذا ضاع فيه عمرهم، وامتلأت بها أدمغتهم، وأخذ منهم الغرور ما أخذ، فصاروا لا يرون علماً غير علمهم، فحينئذ يأمن المستبد منهم كما يُؤمن شر السكران إذا خمر. على أنه إذا نبغ منهم البعض و نالوا حرمة بين العوام لا يعدم المستبد وسيلة لاستخدامهم في تأييد أمره و مجاراة هواه في مقابلة أنه يضحك عليهم بشيء من التعظيم ويسد أفواههم بلقيمات من فتات مائدة الإستبداد”
In this quote by Abdul Rahman al-Kawakibi, the author discusses the relationship between despots and religious knowledge. He argues that despots do not fear religious sciences related to the afterlife, as they believe these teachings do not elevate understanding or remove ignorance. Instead, those who become obsessed with religious knowledge are distracted by it, consuming their lives and inflating their egos. The despots view these individuals as easily manipulated, using them to support their rule while deceiving them with false gestures of respect and superficial rewards. The author suggests that despots, although initially dismissive of religious knowledge, may use it for their own benefit when it suits their agenda.
Abd al-Rahman al-Kawakibi, a prominent Syrian Islamic reformer, highlighted in this quote the dangers of oppressive rulers manipulating religious knowledge for their own benefit. Although this was written in the late 19th century, the message still resonates today in various contexts where authoritarian regimes use religion to control and deceive their populations. This serves as a cautionary reminder to remain vigilant against the misuse of religious teachings for political gain.
This quote by Abd al-Rahman al-Kawakibi raises important questions about the manipulation of religious knowledge by oppressive rulers. Consider the following questions:
“المستبد لا يخاف من العلوم كلها، بل من التي توسع العقول وتعرف الإنسان ماهو الإنسان وماهي حقوقهمثل الحكمة النظرية والفلسفة العقلية وحقوق الأمم وسياسة المدنية والتاريخ المُفصَّل والخطابة الأدبيةولا يخاف المستبد من العلوم الدينية المتعلقة بالمعاد لاعتقاده أنها لا ترفع غباوة ولا تزيل غشاوة وإنما يتلهى بها المتهوسونلعلم فإذا بنيغ فيهم البعض ونالوا شهرة بين العوام لا يعدم وسيلة لاستخدامهم في تأييد امره بنحو سد أفواههم بلقيمات من فتات مائدة الاستبداد”
“فالمستبد لا يخاف من العلوم الدينية المتعلقة بالمعاد لاعتقاده أنها لا ترفع غباوة ولا تزيل غشاوة وإنما يتلهى بها المتهوسون .. لكن ترتعد فرائص المستبد من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية والفلسفة العقلية وحقوق الأمم أو سياسة المدنية .. وغيرها من العلوم الممزقة للغيوم، المبسقة للشموس، المحرقة للرؤوس”
“العوام هم قوَّة المستبد و قوته , بهم عليهم يصول و يطول , يأسرهم , فيتهللون لشوكته , يغصب أموالهم , فيحمدونه على إبقائه حياتهم , و يهينهم فيثنون على رفعته , و يغري بعضهم على بعض , فيفتخرون بساسته , و اذا أسرف في أموالهم , يقولون كريما , و اذا قتل منهم و لم يمثل , يعتبرونه رحيما , و يسوقهم إلى خطر الموت , فيطيعونه حذر التوبيخ , و إن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلهم كأنهم بغاة .”
“ويقررون أن هذا التشاكل بين القوتين ينجرّ بعوام البشر وهم السواد الأعظم إلى نقطة أن يلتبس عليهم الفرق بين الإله المعبود بحق وبين المستبد المطاع بالقهر، فيختلطان في مضيق أذهانهم من حيث التشابه في استحقاق مزيد التعظيم، والرفعة عن السؤال وعدم المؤاخذة على الأفعال، بناء عليه لا يرون لأنفسهم حقاً في مراقبة المستبد لانتفاء النسبة بين عظمته ودنائتهم، وبعبارة أخرى يجد العوام معبودهم وجبّارهم مشتركين في كثير من الحالات والأسماء والصفات، وهم هم، ليس من شأنهم أن يفرقوا مثلاً بين (الفعّال المطلق) والحاكم بأمره، وبين (لا يسأل عما يفعل) وغير مسؤول، وبين (المنعم) وولي النعم، وبين (جل شأنه) وجليل الشأن. بناء عليه يعظمون الجبابرة تعظيمهم لله، ويزيدون تعظيمهم على التعظيم لله لأنه حليم كريم ولأن عذابه آجل غائب، وأما انتقام الجبار فعاجل حاضر.”
“فالشرقي مثلا يهتم في شأن ظالمه إلي أن يزول عنه ظلمه , ثم لا يفكر في من يخلفه أو يراقبة , فيقع في الظلم ثانية , فيعيد الكرة و يعود الظلم إلا ما لا نهاية .... أما الغربي إذا أخذ علي يد ظالمه فلا يفلته حتي يشلها بل حتي يقطعها و يكوي مقطعها”
“و من الأمور المقررة طبيعة و تاريخيا أنه ما من حكومة عادلة تأمن المسؤلية و المؤاخذة بسبب غفلة الأمة أو التمكن من إغفالها إلا و تسارع الي التلبس بصفة الاستبداد , و بعد أن تتمكن فيه لا تتركه وفي خدمتها إحدي الوسيلتين العظيمتين : جهالة الأمة , و الجنود المنظمة”