“من توّهم أن الأرض تبلع الدماء البشرية مثلما تبلع قطراتٍ تنهلّ عليها من مآقي المزن كان على ضلال مبين!”
“كان البيت بدون سقف . وجدرانه المتداعية قد انهار بعضها ،وبعضها مازال واقفاً ، ولكن وقفة العجوز المحدوب المتهالك ،يحاول أن ينتصب بقامته فلا يستطيع .فحجر قد برز من هنا وآخر من هنالك ،وثالث لو نكزته بعصا لهوى إلى الأرض فى الحال .ولولا بعض الأعشاب النابتة فى بعض الشقوق ،ثم لولا بعض الحشرات والزحّافات التى اتخذت من حجارتها مساكن لها وملاعب لبدت تلك الخربة خالية من كل أثر للحياة .بل لبدت وكأنها مناحة على الحياة ./أما يحزنك أن تفكر فى هذا البيت والذين بنوهوالذين سكنوه ، كيف مضوا وتركوه ، وإلى أين مضوا ؟لكم غنوا وناحوا.لكم فرحوا بمولود وتحرقوا على مفقود .لكم أملوا وخابوا ، وصلوا وكفروا ، وأبغضوا وأحبوا .فقاطعنى رفيقي :لقد كانوا بشراً وكفي .ولكن مالذي يحزنك من أمرهم ؟يحزننى .. يحزننى أنهم كانوا ، ثم مضوا فكأنهم لم يكونوا .كانوا عماراً فباتوا خراباً .كانوا شيئاً فأصبحوا لا شئ .ولولا هذه الحجارة الكئيبة تذكرنا بهم لما ذكرناهم .”
“إذا كنتم عبيداً في الأرض وقيل لكم: ازهدوا في حرية الأرض،ففي السماء تنتظركم حرية لاتوصف. اجيبوه: من لم يتذوق الحرية في الأرض لن يعرف طعمها في السماء.”
“أم تحسب السلطة أنها بإزهاقها أرواح الناقمين والمتمردين والثائرين إنما تُمكن لعرشها، وتمد فى عمرها ، وتزهق فى الواقع روح النقمة والتمرد والثورة ،وتقضي على الزعازع التى تهب عليها من حين إلى حين ؟ذلك لعمرى هو الجهل المطبق والعمى الذي ما بعده عمى.ففى إستطاعتك ، إذا صفت نيتك واستقامت حجتك ،أن تمحو العداوة من قلب عدوك مادام حياً .أما متى أرديته برصاصة فقد جعلت من العداوة التى فى قلبه صلاًّ لا ينفك ينهش قلبك .فالقلوب تتوقف عن النبض عند الموت أما الأحقاد والضغائنالتى كانت تعمر بها فى الحياة فتنساب فى الأرض وفى الفضاءانسياب الريح والنسيم .وترد الكيل كيلين للذين أثاروها فى القلوب التى كانت تسكنها قبل الموت .وهذه الأحقاد والضغائن هى التى تقضي فى النهاية على كل سلطة قامت بحد السيف وعاشت فى حماية رصاصة”
“ما من مصيبة إلا الجهل. فالمصيبة تثقل على قدر جهلنا مصدرها ومعناها، وتخف على قدر فهمنا معناها ومصدرها”
“دم الحياة ما كان يوماً شراباً للتراب ،وحتى اليوم ما شربت الأرض قطرة دم بشري إلا غصّت بها”
“كثرة الكلام ملهاة للفكر. والبشر يهربون من السكوت والتأمل. فأنّى لهم أن يدركوا الله؟”