“اسال الله ان تنبع هذة الحياة المقبلة فى جمالها واثرها وبركتها من مثل الورد المبهج والعطر المنعش والضوء المجئ فان هذة العروس المعتلية عرش الورد هى ابنتى”
“وتنظر الى الورد يسطع فى النور بجماله الساحر سطوعا يخيل اليك ان اشعة من الشمس التى ربت هذا الورد لا تزال عالقة به”
“يوم كيوم عرش الورد لا يكون من اربع وعشرون ساعة بل من اربعة وعشرين فرحا لانه من الايام التى تجعل الوقت يتقدم فى القلب لا فى الزمن ويكون بالعواطف لا بالساعات ويتواتر على النفس بجديدها لا بقديمها”
“تترنح وتتلوى تحت ضربات مهلكة من قلبها وضربات اخرى من خيالها وقد باتت من هذة وتلك تعيش فى مثل اللحظة التى تكون فيها الذبيحة تحت السكين”
“كان الشباب فى موكب نصره وكانت الحياة فى ساعة صلح مع القلوب حتى اللغة نفسها لم تكن تلقى كلماتها ممتلئة بالطرب والضحك والسعادة اتية من هذة المعانى دون غيرها مصورة على الوجوه احساسها ونوازعها”
“فلما قالو الله اكبر ارتعش قلب مارية وسالت الراهب ماذا يقولون ؟قال ان هذة كلمة يدخلون بها صلاتهم كانما يخاطبون بها الزمن انهم الساعة فى وقت ليس منه ولا من دنياهم وكانهم يعلنون انهم بين يدى من هو اكبر من الوجود فاذا اعلنوا انصرافهم عن الوقت ونزاع الوقت وشهوات الوقت فذلك هو دخولهم فى الصلاة كانهم يمحون الدنيا من النفس ساعة او بعض الساعة ومحوها من انفسهم هو ارتفاعهم بانفسهم عليها انظرى الا ترين هذة الكلمة قد سحرتهم سحرا فهم لا يلتفتون فى صلاتهم الى شئ وقد شملتهم السكينة ورجعوا غير ما كانوا وخشعو خشوع اعظم الفلاسفة فى تاملهم”
“كانت لها نفس شاعرة من هذة النفوس العجيبة التى تاخذ الضدين بمعنى واحد احيانا فيسرها مرة ان تحزنها وتستدعى غضبها ويحزنها مرة ان تسرها وتبلغ رضاها”