“نجد الإنسان المقهور يستخدم أسلوب السيد المتسلط نفسه ويخاطبه بلغته نفسها.الكذب والخداع والتضليل هي قوام اللغة التي يخاطب بها المتسلط الجماهير المقهورة إن خطابه هو أبداً كذب ونفاق عندما لا يكون تهديداً صريحاً. خطابهُ وعود معسولة وتضليل تحت شعار الغايات النبيلة : الوعود الإصلاحية ,الخطط الإنمائية ,الأخلاق,الرقي والتقدم,المستقبل الأفضل..كلها هراء اعتادت عليها الجماهير وهي بدورها تخادع وتضلل حين تدعي الولاء وتتظاهر بالتبعية”
“العلاقة بين الإنسان المقهور والسيد المتسلط ليست جامدة بهذا الشكل وبصفة مستديمة , يغلب عليها واقعياً التجاذب الوجداني , التذبذب بين التبعية والرضوخ وبين الرفض والعدوانية الفاترة يحاول الإنسان المقهور في المرحلة الاضطهادية ,الانتقام بأساليب خفيف (الكسل والتخريب) أو رمزية (النُكات والتشنيعات ) وهذا يخلق ازدواجية في العلاقة: رضوخ ظاهري, وعدوانية خفية وأبرز مثل على هذه الازدواجية هو موقف الرياء والخداع والمراوغة والكذب والتضليل , فالإنسان المقهور متربص دوماً للمتسلط كي ينال منه كلما استطاع وبالأسلوب الذي تسمح به الظروف”
“الجن والعفاريت والشيطان ,كلها كائنات خفية,لعبت دوراً بارزاً في السيطرة على خيال الجماهير المقهورة,وتعليلها للأحداث التي تفلت من سيطرتها والتي يستعصي عليها تفسيرها.كما أنها قد استخدمت, ومازالت,بكثرة لتبرير ما يود الإنسان التستر عليه من فضيحة, أو عيب ,أو تقصير بزعم الوقوع تحت تأثير الجن,مما يساعده على الحفاظ على سمعته .”
“الطبيعة نفسها تُخفي عن الإنسان أكثر الحقائق رحمة منها بالعواطف التي هي قوام نفسه .”
“يتعلم الإنسان طويلاً ، قبل أن يتقن اللغة التي يتحدث بها إلى نفسه”
“أبرز مظاهر أجتياف التبخيس والعدوانية تُفرض على الإنسان المقهور من قبل المتسلط هو الإعجاب به والاستسلام له في حالة من التبعية الكلية . وبمقدار ما ينهار اعتباره لذاته يتضخم تقديره للمتسلط ويرى فيه نوعاً من الإنسان الفائق الذي له حق شبه إلهي في السيادة والتمتع بكل الامتيازات, تلك علاقة رضوخ " مازوشيه " من خلال الاعتراف بحق المتسلط بفرض سيادته.ومن هنا تبرز حالات الاستزلام والتزلف والتقرب”