“ومع مرور الأيام نجح الإخوان في إثبات أحقيتهم بالإنفراد بالساحة لإنهم انخرطوا بالعامة، صحيح بمعايير معينة، ولكنهم فهموا نفسية الغوغاء والدهماء التي تبحث عن مجرد وميض نور تسير خلفه حتى ولو كان نورًا ذاتيًا منبعثًا من احتراقهم هم أنفسهم -الغوغاء- دون أن يشعروا. هذا ما أدركته بعد زمن عندما انضممت إليهم وعرفت أن التبرعات والأموال التي تُجمع تحت مسميات (أعمال البر) لها مصارف أخرى؛ للدعاية الإنتخابية مثلا.”
“وما يدور الآن من تكالب جماعة الإخوان نحو السلطة والتواجد السياسي هو البداية نحو النهاية، لأن ذلك يقابله ثغرات داخلية، وأصوات تطالب بنصيبها في الكعكة القادمة.”
“المرأة كانت جسدًا فقط لدى الجميع من متطرفي الفكر يمينًا ويسارًا؛ وإن اختلفت طريقة التعاطي معه. فريق أراد حبسها في البيت من أجل حماية المارّين من الغواية التي تحملها رغمًا عنها في أعضائها المؤنثة، وفريق آخر أرادها مستباحة كي تكفيهم عناء المحاولة والصد والرد.”
“لو قرر الإخوان منح غيرهم شيئًا، كانوا فقط يمنحون ما قد تم الاتفاق عليه مما يخدم الهدف الدعائي لتواجدهم وهو كالفتات، ولذلك كانت المساعدات إن ذهبت خارج نطاق الجماعة المغلق، فلتكن ملابس تُوزع علانية ليعرف عنها القاصي والداني، أو جوائز لأوائل الشهادات في احتفالات تملأ إعلاناتها المدينة.”
“كانت مظاهرات شعبية عفوية وتلقائية دون تنظيم من أحد، ولكن اليساريين حاولوا أن يركبوا موجتها ويستغلوا الوضع وكأنهم هم المنظمون لها. وقد شاركت شخصيا في هذه المظاهرات ككثير ممن شاركوا، وكانت مشاركتي ومشاركة أخوة كثيرين كأفراد وليس كتيار سياسي؛ وجدنا مظاهرات تجتاح البلاد فشاركنا فيها ضمن حالة السخط والغضب على سياسات الحكومة وموجة الغلاء... والحقيقة أن ما حدث كان دليلا على حيوية الشعب المصري؛ فقد كانت ارتفاعات الأسعار طفيفة وقد لا تذكر إذا ما قورنت بما يجري الآن ولا يتحرك له أحد!... كان الشعب المصري أيام السادات على درجة عالية من الوعي والحيوية دفعته للتحرك مباشرة ومن دون توجيه من أحد للنزول إلى الشارع احتجاجا وغضبا... نزلنا الشارع كبقية الشعب ولم يكن لنا ولا لغيرنا أي دور قيادي لهذه الانتفاضة.”
“والواقع اني لا اجد فترة من فترات التاريخ لم يظهر اليهود فيها كمشكلة . خذ التوراة وهو كتاب يضم تقارير عن فترات من التاريخ بتدأ من خلق آدم حتى قبل ظهور المسيح . والتوراة حافل بالقصص التي تظهرهم كمشكلة لغيرهم من الشعوب القديمة : المصريين والكنعانيين والفلسطينيين وعماليق والموابين والبابليين والفرس والرومان وبعض التاريخ الروماني والمسيحي حكايات حولهم كمشكلة , سرعان ما تنتقل لعرب الجزيرة وسرعان ما يظهرون أنفسهم كمشكلة للمسلمين . ويدور التاريخ دورة سريعة وتنتقل المشكلة لاوروبا وتبرز في ألمانيا بالذات , ثم يدور التاريخ دورة لا تكاد تذكر , ولكنها تكفي ليظهروا على المسرح من جديد كمشكلة ولكن في الشرق الاوسط .والاحظ أنهم على كل مسرح ظهروا عليه لم تجد الشعوب من حل لمشكلتهم الا الحرب والقتال ولقد حدث ان تصور المسلمون يوماً ان بالامكان ان يعايشوهم في سلام فيما يشبه الأن التعايش السلمي ,في المدينة وحول ارباضها وسرعان ما تبدد وهمهم ولم يكن هناك من حل لمشكلتهم الا قتالهم .//لم تنتصر المسيحية على اليهودية الا في الظاهر فقط , لان المسيحية كانت اكثر سمواً , واكثر روحية من ان تسطيع ان تلغي وحشية الحاجات العملية الا بتصعيد هذه الحاجات الى عالم اثيري وحشي , والمسيحية هي الفكر السامي لليهودية .”
“أحيانا تعجز الكلمات عن وصف حالتك و يكون كل ما تريده هو أن تبكي في حضن من يفهم صراخ دقات قلبك !”