“كان هو نفسه قد جرب موتا من هذا النوع، موتا أقل حدة، تركه وهو يتحرك وسط الناس، ويتكلم معهم ويتظاهر أنه مازال على قيد الحياة، ولكن روحه كانت قد أخذت من دون مقابل. حين غادرته "فاطمة"، قفزت إلى أحد القطارات المغادرة، حيث كان السائق الي اتفقت معه في انتظارها، لم تترك خلفها ولو خطابا صغيرا توضح فيه لماذا فعلت ذلك. ظل يدور مذهولاً وسط المحطات المتناثرة، من بحري إلى قبلي، ليس بدافع الحنق أو الانتقام، ولكن ليسألها فقط، لماذا فعلت به هذا”
“كثيرا مما نخافه في هذه الحياة , وكثير من الموضوعات التي تتحاماها الأقلام , وتبتعد عنها الصحف , مثل هذه الحديقة , لا تحتاج إلا إلى عود كبريت أو إلى مصباح كشاف , يظهرها لأعيننا ؛ فنرى أنه ليس فيها ما تخشاه ولكن الظلام الذي كان يلفها , وخيالنا الذي كان ينطلق وسط هذا الظلام هو الذي يملأ نفوسنا بالمخاوف والأوهام”
“والعجب أنه لم تغب عن فطنته السياسة النسائية التي رسمت لإيقاع به ، سياسة قديمة تتلخص في كلمتين: التودد والتمنع . ولكن الرغبة في الفتاة كانت قد تسربت إلى دمه ولم يعد بد من إروائها بأي سبيل ولو كان الزواج.”
“كل ما كان يعنينى أنه هناك فى وسط حوش المدرسة ، نتحلق حوله كل صباح ونحييه !لماذا نحيي تلك القطعة من القماش ! لكن الأغرب هو النشيد الذى لم أردده البتة .. ولما كان أصحابى يسألوننى عن هذا أقول لهم أن هذا النشيد حرام ، أو به خطأ فادح على أقل تقدير .. فكيف أقول عن مصر "أنتِ غايتي والمراد" والله هو غايتى ! وليس مصر بالتأكيد ..وكيف أقول "كم لنيلك من أيادى" وهذة نعم الله هو الذى يجريه وليس للنيل أي فضل فى ذلك !”
“إنني أشد الناس رثاء للكتاب و الشعراء و الأدباء و أصحاب الفن الجميل عامة .. فحظوظهم سيئة في حياتهم وقلما ينصفهم التاريخ بعد مماتهم فهم يثيرون في نفوس الأحياء أنواعا من الحقد و ضروبا من الضغينة .. هذا ينفس عليهم لأنه لم يوفق إلى حظهم من الإجادة و لم يظفر بمثل ما ظفروا به من إعجاب الناس و كان خليقا أو كان يجد في نفسه خليقا بالإجادة و الإعجاب . و هذا يتنكر لهم لأن الحسد قد ركب في طبعه و لأن غريزته قد فطرت على الشر و حب الأذى . و هذا يتنقصهم لأنه لم يفهمهم أو لم يذقهم و لأن فنهم لم يقع من قلبه موقع الرضىو لم ينزل من نفسه منزل الموافقة.”
“أن يقول الإنسان مايشعر به تجاه الحياة,ليس سيئا. نحتاج إلى هذا النوع من المصارحات مع أنفسنا من حين لآخر.”