“كل جماعة لا تتطور، ولا يعتريها تغيير في حدود الزمن، تخرج بذلك من التحديد الجدلي لكلمة (مجتمع)ـ”
“إن كل مجتمع فقد حضارته يفقد بذلك كل أصالة في التفكير، أو في السلوك أمام الآخرين.”
“الحضارة لا يمكن استيرادها من بلد إلى آخر رغم استيراد كل منتجاتها ومصنوعاتها. لأن الحضارة إبداع , وليست تقليدا أو استسلاما وتبعية كما يظن الذين يكتفون باستيراد الأشياء التي أنتجتها حضارات أخرى. فبعض القيم لا تباع ولا تشترى , ولا تكون في حوزة من يتمتع بها كثمرة جهد متواصل أو هبه تهبها السماء , كما يهب الخلد للأرواح الطاهرة , ويضع الخير في قلوب الأبرار.”
“الزمن نهر قديم يعبر العالم منذ الاأزل..!فهو يمر خلال المدن يغذي نشاطها بطاقته الأبدية, أو يذلل نومها بأنشودة الساعات التي تذهب هباء; وهو يتدفق على السواء في أرض كل شعب ومجال كل فرد, بفيض من الساعات اليومية التي لا تغيض, ولكنه في مجال ما يصير (ثروة), وفي مجال آخر يتحول عدما. فهو يمرق خلال الحياة, ويصب في التاريخ تلك القيم التي منحها له ما أنجز فيه من أعمال.”
“تكسب الجماعة الإنسانية صفة (المجتمع)عندما تشرع في الحركة، أي عندما تبدأ في تغيير نفسها من أجل الوصول إلى غايتها. وهذا يتفق من الوجهة التاريخية مع لحظة انبثاق حضارة معينة.”
“إن روح الإسلام هي التي خلقت من عناصر متفرقة كالأنصار والمهاجرين أول مجتمع إسلامي، حتى كان الرجل في المجتمع الجديد يعرض على أخيه أن ينكه من يختار من أزواجه بعد أن يطلقها له، لكي يبني بذلك أسرة . إن قوة التماسك الضرورية للمجتمع الإسلامي موجودة بكل وضوح في الإسلام، ولكن أي إسلام ؟ الإسلام المتحرك في عقولنا وسلوكنا والمنبعث في صورة اسلام اجتماعي . وقوة التماسك هذه جديرة بأن تؤلف لنا حضارتنا المنشودة، وفي يدها – ضماناً لذلك – تجربة عمرها ألف عام، وحضارة ولدت على أرض قاحلة وسط البدو ورجال الفطرة والصحراء.كتاب شروط النهضة صـ96-”
“فالتعبد ليس في المساجد فحسب ، ولا في الخلوات ، وهو في كل نبضات حياتنا تعبير عن الإخلاص لله أولاً ، إخلاصاً يحقق إرادته في الكون البشري ثانياً .”