“إذا كنت تريد أن تستشرف صورة المستقبل، تخيل حذاء يدوس ويدمغ وجه إنسان إلى أبد الآبدين.”
“مما لا شك فيه أنه بالإمكان تخيل مجتمع تكون فيه الثروة المتمثلة في حيازة الممتلكات الشخصية والكماليات، موزعة توزيعاً عادلاً بينما تظل السلطة محصورة في أيدي طبقة قليلة صغيرة العدد تحظى بامتيازات ولكن مجتمعاً مثل هذا المجتمع لا يكتب له أن ينعم بالاستقرار طويلاً على أرض الواقع ، ذلك أنه إذا حظي جميع أفراد المجتمع وعلى السواء بالأمن والرفاه فإن العدد الأكبر من البشر الذين يخدرهم الفقر سيغدون مثقفين وسيتعلمون أن يفكروا لذواتهم وعندما يتم لهم ذلك فإنهم سيفطنون إلى أنه لا فائدة ترجى من الأقلية صاحبة الامتيازات وسيعملون على إزاحتها عن سدة السلطة.”
“أوبراين: "كيف يؤكد إنسان سلطته على إنسان آخر يا وينستون ؟"قال وينستون بعد تفكير: "يجعله يقاسي الألم"رد أوبراين: "أصبت فيما تقول. بتعريضه للألم , فالطاعة وحدها ليست كافية , وما لم يعانِ الإنسان الألم كيف يمكنك أن تتحقق من أنه ينصاع لإرادتك لا لإرادته هو ؟إن السلطة هي إذلاله وإنزال الألم به , وهي أيضا تمزيق العقول البشرية إلى أشلاء ثم جمعها ثانية وصياغتها في قوالب جديدة من اختيارنا.هل بدأت تفهم أي نوع من العالم نقوم بخلقه الآن ؟ إنه النقيض التام ليوتوبيا المدينة الفاضلة التي تصورها المصلحون الأقدمون, إنه عالم الخوف والغدر والتعذيب, عالم يدوس الناس فيه بعضهم بعضا.عالم يزداد قسوة كلما ازداد نقاء , إذ التقدم في عالمنا هو التقدم باتجاه المزيد من الألم.لقد زعمت الحضارات الغابرة أنها قامت على الحب والعدالة أما حضارتنا فهي قائمة على الكراهية, ففي عالمنا لا مكان لعواطف غير الخوف والغضب والانتشاء بالنصر وإذلال الذات, وأي شيء خلاف ذلك سندمره تدميراً.”
“وكانت تؤمن بأن المرء إذا أحب شخصاً فيجب أن يخلص له الحب, حتى إذا لم يبقَ لديه شيء يمنحه إياه, بقي لديه ذلك الحب.”
“ماذا تستطيع أن تفعل حيال مجنون أحدَّ ذكاءً منك ويصغي جيدا إلى حججك لكنه يتمسك بجنونه؟”
“لقد كان عناقهما معركة ونشوتهما نصرًا. كانت صفعة على وجه الحزب، بل فعل تحدٍّ سياسي.”
“إلى المستقبل أو الماضي , إلى الزمن الذي يكون فيه الفكر حراً طليقاً , إلى زمن يختلف فيه الأشخاص عن بعضهم البعض ولا يعيش كل منهم في عزلة عن الآخر وإلى زمن تظل الحقيقة فيه قائمة ولا يمكن لأحد أم يمحو ما ينتجه الآخرون . وإليكم , من هذا العصر الذي يعيش فيه الناس متشابهين , متناسخين , لا يختلف الواحد منهم عن الآخر . من عصر العزلة , من عصر الأخ الكبير . من عصر التفكير المزدوج , تحياتي ! "شعر آنذاك كأنه في عالم الأموات , وبدا له أنه في هذه اللحظة فقط , لحظة بات فيها قادرا على صياغة أفكاره , قد اتخذ الخطوة الحاسمة . إن عواقب كل عمل تكمن في العمل نفسه , وكتب :"إن جريمة الفكر لا تفضي إلى الموت , إنها الموت نفسه !”