“تكون سائرا فى الطريق وأنت ترتجف من البرد وسط شارع يبدو كالصحراء القاسية التى لا يعبرها أحد ... ثم تتوقف فجأة .. آه .. ثمة خيط عطرى يحرك داخلك آلة الكمان فتسمع عزفا يذوب ولا ترى يد العازف .. وتتلفت حلوك : من أين يأتى هذا العطر , أتراه قادما من غرفة الذكريات داخل القلب الانسانى ؟؟”
“اتخذ صميم القلب سكن ، فنبتت الحياة من دفء وجودهولكنه رحل فجأة ..وترك القلب يعانى من آلام البرد فى عالم شديد التوهج”
“سأكتبُ هذه الكلمات المرتعشة ، وسأبسط رعدة قلبي في ألفاظها ومعانيها ، أكتب عن (..) ذلك الاسم الذي كان سنة كاملة من عمر هذا القلب ، على حين أن السعادة قد تكون لحظات من هذا العمر الذي لا يعدّ بالسنين ولكن بالعواطف ، فلا يسعني لا أن أرد خواطري إلى القلب لتنصبغَ في الدم قبل أن تنصبغ في الحبر ثم تخرج إلى الدنيا من هناك بل ما يخفق وما يزفر وما يئنّ . " من هناك" ! آه . من ترى في الناس يعرف معنى هذه الكلمة ويتسع فكرهُ لهذا الظرف المكاني الذي أشير إليه ؟ إنّ العقل ليمد أكنافه على السموات فيسعها خيالا كما ترى بعينيك في ماء الغدير شبكة السماء كلها محبوكة من خيوط الضوء ، مفصّلة بعقد النجوم . ولكن هناك ؛ في القلب ؛ عند ملتقى سر الحياة وسر محييها ؛ في القلب ؛ عند النقطة التي يتقطع فيها الطرف بينكَ وبين من تحب ، حين تريد الجميلة أن تقول لك أول مرة أحبك ؛ ولا تقولها . هناك ؛ في القلب ؛ وعند موضع الهوى الذي ينشعب فيه خيط من نظرك وخيط من نظرها فيلتبسان فتكوّن منهما عقدة من أصعب وأشد عقد الحياة . هناك ؟ هذا معنى "هناك " .”
“انقطعت الصلة , انقطع الحبل السري الذى يربط الأشياء بماضيها , وانفرطت. وتقلصت الأرحام التى أنجبت الأشياء وصارت قطعة مكرمشة من الأحشاء العقيمة. لا دور لها فى ذاكرة من يريد أن يتذكر .هنا كان هذا وهناك كان ذاك, ثم ماذا ؟غرفة العناية المركزة”
“من مظاهر ضعف الطبيعة البشرية مراعاة غالبية البشر لرأى الناس فيهم ، و رغم أن أقل قدر من التفكير يوضح هذا الرأى ، مهما كان ، ليس فى حد ذاته من مقومات السعادة ، و أن السعادة التى ينبغى أن يلتمسها المرء فى المقام الأول داخل نفسه ، لا يمكن أن تكون فى رءوس الآخرين”
“هذا الذى ظهر فجأة واختفى فجأة مثله مثل نسمة هواء رطبة فى يوم من أيام الصيف الحار تلفح وجهك وتداعب شعرك وتنعش قلبك ثم تذهب لا نملك ان نأتى بها ولا نملك أيضاً الاحتفاظ بها.”