“هناك مكان واحد فعلاً , هو الذي يجب أن نتجه إليه عندما نقف على مفترقات الطرق..ونحن نغفل ذلك فعلاً , دون أن نقصد هذا كله .. نفعله بميكانيكية دون أن نسكنه في معناه والمقصد منه .. نقف على سجادة الصلاة .. نجو موضع معين , هو موضع "القبلة" دون أن نفكر أنها المرفأ , البر , الطريق الذي يشق كل تفرعات الدهاليز , ويأخذك إلى حيث يجب أن تذهب ..”

أحمد العمري

Explore This Quote Further

Quote by أحمد العمري: “هناك مكان واحد فعلاً , هو الذي يجب أن نتجه إليه ع… - Image 1

Similar quotes

“الأمل الذي يولد من أقاصي اليأس يكون أملاً متعايشاً مع حقيقة أن الغد الذي نريده لايأتي فجأة ومن دون مقدمات،الغد الذي نريده ليس يوماً جديداً نلاقيه عندما نستيقظ صباحاً،بل هو الغد الذي يبدأ صنعه في يومنا:نصنعه،نحن نخطط له،ونرسمه في يومنا هذا ، وقبل أن يبدأ الغد بزمن طويل.”


“إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي} [الأنعام: 6/162]..أربعة أشياء، يحددها النص الإلهي، الذي اختاره عليه أفضل الصلاة والسلام، ليكون جزءاً يفتتح به الصلاة..الصلاة، النسك، المحيا والممات..فلنلاحظ هنا أن الصلاة هي قبل كل شيء، هي العنصر الأول الذي اختير قبل كل العناصر الأخرى – المدخل لكل ما سيلي، على أهميته، يعزز ذلك نظرتنا من الصلاة هي بمثابة دورة تدريبية لكل ما يجب ان يفعل في الحياة..بعد الصلاة، تأتي النسك، وسيقزم من معناها لو فهمنا أنها “الذبيحة” – هي الذبيحة طبعاً، لكن ذلك جزءٌ منها، فالذبيحة هي الأضحية، هي ما تضحي به، وأنت لا تضحي فقط بكبش، بل تضحي بأشياء أخرى كثيرة، بل إن الذبيح الأول الذي كاد أن يكون ذبيحاً – لم يكن كبشاً أو بقرة – بل كان ابن إبراهيم نفسه، إلى أن فدي بذبح عظيم..النسك هو كل ما تضحي به، أحياناً يكون دمك تهرقه (أو تحرقه)، وأحياناً يكون أعصابك، وأحياناً يكون كل رصيدك: عمرك كله..وأحياناً يكون جهدك كله: فكرك كله، كل ما تملك، ليس بالمعنى المادي – بل بمعنى أعمق – كل ما تملكه حقاً حتى أعضاءك، حتى كريات دمك الحمراء والبيضاء – تضحي بها: ليس بمعنى “الذبيح” والإهراق بالضرورة – ولكن بمعنى أن تكون كلها مجندة لقضية واحدة.. لله ربّ العالمين..دمي، ودموعي، حتى ابتسامتي، ممكن أن تكون “أضحية” – عندما تصير جزءاً من هذا الدرب – عندما تصير وسيلة لتعبيد الدرب نحو الهدف..كل ما أضحي به، في سبيل ذلك، هو “أضحية” – وهو نسك.. وهو نسكي..* * *و “محياي” أيضاً..إنها حياتي كلها. لا. الأمر أعمق من حياتي كلها.. ليس الحديث هنا عن الحياة، بل عن المحيا.. عن ما أحيا به، عما أحيا من أجله.. الأمر ليس عن محض حياة بيولوجية – بل عما هو وراء ذلك، عن الهدف من حياتي، الهدف الذي يجعلني أستيقظ صباحاً وأنهض من فراشي، الهدف الذي يجعل قلبي يدق، ولا ينبض فقط، الهدف الذي يجعل الدم يغلي في عروقي، ويروي في عروقي، ولا يجري فحسب، الهدف الذي يجعلني أود أن أعيش فعلاً – لا أن أعيش لأني وجدت نفسي “عائشاً” وانتهى..محياي، ما أحيا من أجله.. ما يجعلني أستمر، رغم كل شيء.. أن يكون لله..* * *ولا ينتهي الأمر عند “محياي”..بل هو هناك أيضاً عند النهاية.. عند إسدال الستارة على الفصل النهائي من حياتنا.. عند “مماتي”..أستطيع أن أجعل من الموت ليس مجرد “نهاية” – أستطيع أن أجعله أكثر من مجرد حتمية لا بد أن نمر بها، أستطيع بمحياي – عبر أن يكون لحياتي معنى، أن يكون موتي توقفاً عن التنفس – ولكن ليس عن العطاء.. أن يستمر عملي وعطائي وأثري حتى بعد أن أذهب.. بطريقة ما، أن يستمر عملي، ربما عبر عمل الآخرين، ربما عبر تفاعله مع أعمالهم، ربما بأن يكون بذرة يرعونها هم.. المهم، يمكن – أحياناً على الأقل – أن يكون “الممات” ليس قاتماً كما نتصور، يمكن لنا أن نجعله حصاد لموسم، واستعداد لموسم آخر، لن نحضره، لكن بذورنا ستنوب عنا، وستكبر، تنضج، ربما لتصير ثماراً، أو حتى سماداً، لموسم لاحق.. إنه أن نكون قد أحدثنا خرقاً عبر “محيانا”، أن نكون قد جعلنا من زيارتنا لهذا الكوكب “مجدية” – زيارة أحدثت خرقاً، زيارة جعلته مكاناً أفضل مقارنة به، قبل أن نأتي إليه..أن يكون هناك فرق، لا أن يكون وجودنا، وعدمه سواء.. لا أن تكون حياتنا وموتنا سواء..{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 45/21]..”


“ليس من الإيجابية في شيء، أن ترسم صورة زاهية وبراقة لعالم بائس وتعيس؛ لأن هذه الصورة البراقة والمزيفة ستعطل في داخلك إرادة تغيير العالم وإعادة بنائه بصورة أكثر عدلاً واتساقًا.. ليس من الإيجابية في شيء، أن تضع نظارات وردية على عينيك، لتغطي الدم الذي يلطخ العالم، والجهل الذي يكتسح العالم، والجوع الذي يكتسح العالم.. ليس من الإيجابية في شيء، أن تركز بعينيك على العالم المترف، والناس المتخمة بطرًا وثراءً بينما هناك عالم آخر، مدقع الفقر، يعيش فيه ناس آخرون، لا يمتلكون ما يسدون به جوع أطفالهم..ليس من الإيجابية في شيء، أن تعتقد أن على “الأرض السلام، وفي الناس المسرة” وتشيح بوجهك عن كل ما يعارض ذلك.. من حروب ودماء وحزن وظلم تعيش فيه الإنسانية..ليس من الإيجابية في شيء، أن تؤمن بأمل كاذب طويل؛ لأن هذا الأمل، سيزيف المعطيات التي سيكون العمل على أساسها، ومن ثم فإنه إما سيعطل إرادة العمل، أو يضعه في سياق غير مؤثر، فما دام العالم جيدًا هكذا، فلماذا نغيره؟.. احرص فقط على استمراره كما هو..الإيجابية الحقيقية، التي يمكن أن توظف في سياق إيجابي، ليست تلك التي تجعلك تتعايش مع الواقع السيء عبر الاقتناع أنه ليس سيئًا جدًا، بل أنه مليء بالإيجابيات ليسهل ذلك تأقلمك معه، هذه ليست إيجابية، هذه فقط “آلية إنكار”، حبة مسكن للألم، حقنة مخدرة تجعل الألم أقل..الإيجابية الحقيقية هي التي تنطلق من حقيقة أن الواقع سيء جدًا، وأنه مليء بالظلم والقهر والتمييز والجهل وكل ما هو سلبي وسيء.. لكنها تنطلق من هذه الحقيقة لا لكي تتجه للنواح والندب واليأس، بل لكي تؤكد أن ذلك كله مع سلبيته ليس قدرًا مقدورًا، ليس حتمًا مقضيًا، بل هو شيء يمكن تغييره، شيء يمكن العمل عليه وعلى إزالته واسئصاله من جذوره إذا كان الخطأ من أساسه، وعلى تشذيبه وترميمه إذا كان الخطأ ناتجًا عارضًا..الإيجابية هي أم تعترف أن الواقع –أحيانًا، على الأقل- سيء جدًا، وأن العالم –أحيانًا أيضًا- هو عالم “لا يطاق”..ـلكن الأمر هنا، هو أن تؤمن، أن ذلك كله ليس نهاية الأمر.. ليس مرساه..بل أن تؤمن أنك تطيق تغيير هذا العالم.. مهما كان ذلك صعبًا.. مهما كان ذلك شاقًا..يجب أن تؤمن أنه ليس مستحيلاً..ولو بعد حين…”


“(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) "الحَزَن غير الحزن,إنه الأرض الجامدة الصلدة التي لا تفلح ولا تنبت .. إنه الإستعارة القرآنية البليغة عن ذلك اليأس الذي يجعل مصاعب الحياة تحيدك عن دورك , تحيدك عن الحياة نفسها , عن تفاعلك ونموك وإثمارك .. تحيدك عن أن تكون "نفسك "..وهذا هو جوهر وفاعلية الحمد –ووظيفته الأساسية:إذهاب الحَزَن , إذهاب اليأس والجدب وعدم الأثمار, الحمد وظيفته أن يأخذك من ذلك الركن البعيد الذي ستجرفك إليه أحزانك ومصاعبك ..ويرجعك إلى حيث يجب أن تكون ..إلى موقع "الفاعلية"..”


“مع الوقت، اكتشفت أن ما هو أسوأ من الألم الحاد، حالة الـ"لا ألم" التي يمكن أن تتقدم بها بعض أخبث الأمراض وأشدها فتكاً .. دون أن تقدم إشارة أو علامة على تقدمها”


“الدين لايسكن على رفوف الكتب أو في رأسك فقط، بل مكانه الحقيقي يجب أن يكون فيما يجب أن يكون أو في ماتفعله، وماتنتجه .. في أن تؤدي ماخلقت من أجله على هذه الأرض”