“والإسلام لا يحتاج إلى من يكمله، فقد أكمله العليم الخبير: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) [المائدة:3]، ولا نحتاج إلى أن نوفّق بينه وبين الفلسفة، ولا بينه وبين اليهودية والنصرانية، ولا بينه وبين الشيوعية والاشتراكية، فالإسلام حق لا باطل فيه (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)[فصلت:41-42] وغيره إمّا باطل، وإمّا حق مخلوط بباطل، والإسلام ما جاء لتحكمه أفكار البشر، وإنما جاء ليهيمن على الحياة والأحياء، ويقوّم المعوجّ من العقائد والأفكار.”
“و الفنان يعيش وحده ويتعذب وحده , ويتلوى وحده ، و عندما يتعذب فعذابه فردي شخصي .. عذابه لا يتجاوز هذه المسافة الصغيرة بينه وبين الورق ، بينه وبين القلم”
“فإن من انهزم بينه وبين نفسه في ميدان الإصلاح، أعجز من أن ينتصر مع غيره في معركة السلاح ..!”
“إنه ليرفع العبء إلى كاهله وهو قائم لا يطأطئ للنهوض به,فليس الفارق بينه وبين غيره أنه يجهل العبء الذي يعرفونه,أو ينسى العواقب التي يذكرونها, أو يتحلل من المصاعب التي يتحرجون منها.. كلا!إنما الفرق بينه وبينهم أنهم ينثنون للخطوب, وأن الخطوب هي التي تنثني إليه.”
“على الواحد أن يعيش ويراقب ما شاء، شرط أن يحرص على بقاء مسافة بينه وبين الواقع، مسافة يأمن معها ألا ينكسر قلبه”
“ليس صحيحاً ما يقال من أننا تخلفنا بالدين وتقدم الغرب بالإلحاد، والحق أننا تخلفنا حينما هجرنا أوامر ديننا.. وإنما وقع الخلط مما حدث في العصور الوسطى من طغيان الكنيسة ومحاكم التفتيش وحجرها على العلم والعلماء وما حدث من سجن غاليليو وحرق جيوردانو برونو.. حينما حكمت الكنيسة وانحرف البابوات عن أهدافها النبيلة فكانت عنصر تأخر، فتصور النقاد السطحيون أن هذا ينسحب أيضاً على الإسلام، وهو خطأ.. فالإسلام ليس بابوية ولا كهنوت، والله لم يقم بينه وبين المسلمين أوصياء ولا وسطاء..”