“والإسلام لا يحتاج إلى من يكمله، فقد أكمله العليم الخبير: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) [المائدة:3]، ولا نحتاج إلى أن نوفّق بينه وبين الفلسفة، ولا بينه وبين اليهودية والنصرانية، ولا بينه وبين الشيوعية والاشتراكية، فالإسلام حق لا باطل فيه (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)[فصلت:41-42] وغيره إمّا باطل، وإمّا حق مخلوط بباطل، والإسلام ما جاء لتحكمه أفكار البشر، وإنما جاء ليهيمن على الحياة والأحياء، ويقوّم المعوجّ من العقائد والأفكار.”
“أن نحمّل الآخرين سؤولية إخفاقنا المتكرر لن يجدي مهما اجتهدنا في إبراز الحجج , ولو ظلّت ألمانيا واليابان تلومان أمريكا وحلفاءها على ما أصابهما من دمار في الحرب العالمية الثانية لما وصلا إلى ما هما في الآن من تقدم ورخاء. علينا أن تعلم النقد الذاتي ونمارسه لما فيه مصلحة الآمة وأن نفرق بينه وبين جلد الذات.”
“بيني وبين الجُنونِ بكِشَعرة واحِدة مِنْ رأسِكِفإقطَعيها الآن”
“و الفنان يعيش وحده ويتعذب وحده , ويتلوى وحده ، و عندما يتعذب فعذابه فردي شخصي .. عذابه لا يتجاوز هذه المسافة الصغيرة بينه وبين الورق ، بينه وبين القلم”
“أن الفلسفة ليست عصاً سحرية. التفلسف سيزيد من إنسانيتنا, لأن تأملنا من إنسانيتنا. والتأمل مما يفرقنا عن غيرنا من الأحياء التي تملك التفكير ولا تملك التأمل. هي لا يمكنها أن تنظر إلى نفسها وتقيِّم حياتها وقضاياها, ولكننا نملك ذلك. الفلسفة تقوم بأمور كثيرة ولكن معرفتها لن تحل مشاكلنا تلقائياً. بل قدرتنا على إدارة مشاعرنا وانفعالاتنا من أهم شروط تحقيق السعادة والهناء في هذه الحياة.”
“ومن أمثلة وجوه قصور رجال الممارسة المنهجية أيضاً..ما نلاحظه من إضفاء القدسية على أقوال السلف فيما رد عنهم من فهم وشرح واجتهادات وإلحاقها بالسنة والوحي ، وكأنها جزء منهما ، رغم علمنا وإدراكنا للقصور الإنساني ومحدوديته الزمانية والمكانية ، ورغم تأكيدنا النظري أنه لا قداسة إلا للوحي لكننا في دراستنا لأقوال السلف ، لا ندرسها ولا نستأنس بها لكي ننظلق بنظرة جذرية أصلية إلى معالجة واقعنا والاستجابة لحاجتنا ، لكننا ندرسها لنقلدها ونتابعها ونجهد أنفسنا لكي ننزلها بالقياس على أحوالنا استجابة لما غُرس في نفوسنا -دون وعي -إلى سوط رهبة وخوف مكّن له عجزنا وانحراف منهج فكرنا ، وانقلب هذا الإجلال إلى مفهوم قدسية يحول أحيانا بيننا وبين الإصلاح والنمو .”
“إن إيماني لا حدود له،ولشدة اطمئناني إلى إيماني لم أخف عليه من بعض التعبيرات التي قد تجئ متبرمة غاضبة.لقد وثقت بقوة الإله والأديان والأنبياء في نفسي وفي نفوس الناس من حولي،فلم أضف على الله ولا على الأنبياء والأديان من الألفاظ.ولو أني خفت هذا الخوف لاتهمت إيماني بالضعف والهوان.فالذين يخافون على ايمانهم من الكلام،قوم لا يثقون بإيمانهم”