“قبل أن أطلع على مفهوم «ما بعد العلمانية» الذى كرّسه الفيلسوف الألمانى بورجن هابرماس منذ سنوات قليلة ورفض فيه فرضية أن التحديث يتلازم مع العلمانية ويقود بالتالى إلى تهميش دور الدين، وأنا مشغول بقضية «الإيمان» حتى وأنا يسارى، وترسخت القضية عندى مع غوصى فى بحار الثقافة العلمية، فكانت عجائب الخلق وبصمة خلقتها المتكررة تلفت انتباهى فى كل الموجودات والوجودات بشكل مبهر، وكأنها أكوان داخل أكوان تنطق بوحدانية الخالق. ورأيت أن مجرد التأمل فى هذا الطيف الهائل بما يكتنفه من معجزات ومدهشات وعجائب، كفيل بطرح حتمية الإيمان لا كإشراق فقط، ولكن كملاذ من مخاوف العدمية والضياع والعبث التى تضغط على الإنسان المعاصر.”

محمد المخزنجي

Explore This Quote Further

Quote by محمد المخزنجي: “قبل أن أطلع على مفهوم «ما بعد العلمانية» الذى كرّ… - Image 1

Similar quotes

“فى عيوننا بقعة عمياء لا يتصور الناس عماها لأنها عند مدخل العصب البصرى إلى قاع العين، ففى هذه البقعة وسط الشبكية لا توجد خلايا تستقبل الضوء، وحتى نكمل صور ما نراه تقوم أمخاخنا بملء الفجوة بما تتوقعه من اكتمال. ثم إننا نعمى واقعيا مع كل طرفة عين، بمعدل يتراوح بين 12ــ14 مرة فى الدقيقة، وهو المعدل ذاته الذى تتردد فيه أنفاسنا. فكم من تفاصيل واقعية يمكن أن تتغير فى الصورة ونحن نرمش، بينما يعوضها الحدس الذى لا دليل على واقعيته، فكان أن نشرت دورية «نيو ساينتست» ذلك اللغز تحت عنوان مخيف هو «الوهم الكبير»! وهم أن ترى عيوننا ما تعمى هى عنه!”


“أنظر فى عينيه مباشرة بإحساس يتصاعد بالشفقة إلى حد الابتسام , فيبادلنى الابتسام الشفوق , و ما يلبث ابتسامنا المتبادل حتى يأخذ شكل برهة من الرضا , هذا الرضا الذى يسرُّ أن :- مع ذلك , ورغم ذلك , يظل وجودنا فى هذه الحياة على تكاثر آلامها و تضاؤل و ابتعاد أصغر الأمانى فيها .. يظل جديراً ببعض الفرح .. على الأقل فرح التنفس من هواء الصبح الطازج كل يوم جديد .. أليس كذلك ؟أليس كذلك ؟ أسأله بإيماءة مبتسمة فيجيب علىَّ مبتسماً بمثلها , ثم أكرر سؤالى بصوت مسموع و أنا أستدير متأهباً للخروج , لكن إجابته لا تأتينى . فيبدو لى وكأنه تبخر مع سريان تيار الهواء الصباحى الذى اكتسح الغرفة آتياً من النافذة المفتوحة إلى الباب المفتوح .و أفكر فى أنه اختفى أيضاً من صفحة المرآة التى استدرت للتو عنها”


“من الذى قال ذلك عن معنى السعادة ؟ .. إنه هو ذلك المتوحد العائش فى قبو متواضع . المنقطع عن كل طنطنة الدنيا و بريقها ليتواصل مع جوهر روحه و يطلع علينا بالأسفار . صاحب أجل أسفار زماننا و أضخمها . السفر الذى يعلمنا حب النهر و حب الطمى و حب البحر و تفهم الرمال . إنه هو .. أجاب عن سؤال يستكنه معنى السعادة فى مرة نادرة من المرات التى أدلى فيها بحديث . قال :- إن السعادة هى أن أشرب كوب شاى .. مع صديق .. فى لحظة رضا و أنا كنت أحتسى كوب شاى صاف . تطفو على سطحه وريقات نعناع أخضر . مع جميلة كالحلم . فى راحة إيوان ظليل . فهل كنت أطمع فى المزيد ؟ لم اكن أطمع فى المزيد . فقط وددت لو يتوقف بنا الزمان على نحو ما . و لأن ذلك مستحيل فقد سألتها " أنلتقى هنا غداً ؟ " . و أجابتنى باسمة " لم لا ؟ " . فردَّدت روحى صدى الإجابة :- لم لا ؟”


“أنت عربى وبينك وبين الصهيونية بحر من الدم و المرارة و الألم.لكنك مثقف انسانى أيضا.يفزعك الخلط، فأنت تعشق "كافكا" و كتاب (تفسير الأحلام) وجمالية نسبية "أينشتاين"،وتعجبك بافتتان جداريات "شاجال" .يفزعك الخلط.وتشعر بنواة الانقلابات المريرة فى كل صوت عال.فى كل صوت سوقى.وتبتعد غير مطمئن تفكر فى احتمال أن يكون الصهاينة أنفسهم هم المشعل الخفى لهذا الفتيل؛حتى يتزايد عدد المهاجرين من اليهود السوفييت الى اسرائيل بدعوى الرعب من نار اللاسامية. لم لا؟ يفزعك الخلط و أنت تمضى فى الطابور الخارج من هذه البؤرة،و تفكر فى آفاقها.هل تبقى مجرد بؤرة للتنفيس،أم أن هذه عينة من وجع كبير فى هذا البلد الكبير..الثقل الكبير فى ميزان العالم الذى سيسحقنا-أول ما يسحق- اختلاله؟..وتمضى بعلامات استفهامك المعلقة..تروم مكانا فسيحا تتنفس فيه أحسن،بعيدا عن هذا الزحام.”


“أننا أكوان صغيرة، يتضمنها كون أكبر، متضمن هو الآخر في كون أكبر منه.. أكوان داخل أكوان، وكلها مطبوعة بخاتم قانون عام يتكرر مصغرا إلي ما لا نهاية أو مكبرا إلي ما لا نهاية..”


“و هناك؟! حيث تكاد الشمس لا تغيب و الجليد لا يكون , ما الذى يجعلنا عرضة لارتعاد لا ينقطع ؟ لا ينقطع ! ... أتذكر سقف بيتنا الذى يبدأ فى التساقط و الرشح المذل مع حلول الشتاء . أتذكر وهن أبى و مشيته المرتجفة فوق البلاط البارد . أتذكر حيلة أمى الكسيرة و هى تستعين بلفائف خرق الملابس القديمة تحميها من شر الشتاء .أتذكر يدى نورا الصغيرة الجميلة و أقدامها المزرقة ابتراداً فى الشتاء , أتذكر صقيع زنزانات سجن تجربة المرج و معتقل القلعة و تأديب القناطر , وأستعيد فى عمق عظامى برد الشوارع و البيوت . تطيش فى أفق ذاكرتى صورة لسرب طائرات خاصة تزف ابنة بليونير من الثغر إلى القاهرة . و أوقن إلى أننا فى حاجة إلى أكثر من مجرد شمس فى الأعالى .”