“لم يشفع للخوارج عند معاصريهم ولا عند المؤرخين ولا عندنا نحن الذين نقرأ تاريخهم بعد هذه السنين، متخففين من خلافاتهم مع الأمويين والشيعة، لم يشفع لهم زهدهم وبسالتهم وشرف مطالبهم التي أصدقها الآن تماما ولا يمكنني أن أدعي أنها كانت لأغراض خاصة ليست شريفة أبدا. لقد بدد التعصب الديني المبني على ضيق التفكير كل ذلك، حين ناصبوا العداء لعامة المسلمين الذين لم يشاركوهم معتقدهم، فضلا عن عدائهم للخلفاء الغاصبين”
“لم تكن رحلة الفكر السياسي الإسلامي خلال هذه القرون ثابتة لا تتحرك، بل كانت متغيرة باختلاف الظروف الإجتماعية المحيطة . وكان أميز ما في هذه المناهج أنها موافقة لعصروها. وهي خطيئتنا الكبرى في التعامل مع كل ما ورثناه عن سابقينا.”
“لم نختر نحن أي أرض ننبت فيها، ربما سهل على البذرة أن تنبت في مكان ما أول مرة، تأخذ شكله وتتكيف عليه، وحين تجرب انتزاعها لتغرسها في مكان جديد، قد تخونك ولا تثبت، أو تضعف وتموت.”
“السّفر بالأساس مكوِّنٌ رئيسي في عقيدة المسلمين، لأنه متعلق بركن الحج، الحج لم يكن مجرد زيارة مكة، كان المرور على كل بلاد المسلمين التي بين بلد الحاج وبين مكة. كان رحلة يعرف بها الحاجّ كيف يعيش المسلمون، يبيت في كل قرية ومدينة، يأكل من طعامها، ويتزوج أحيانا منها، بل ربما حارب معهم إذا أدرك في بلادهم حربا. كانت رحلة الحج وحدها تكفي لتذيب الحدود والفوارق بين كل الأعراق التي تحت حكم المسلمين.”
“تسمع دعاء شيخ كبير عند أول الجسر، يبيع الفستق والجوز، «اللهم انصر المسلمين».- على من ينصرهم يا شيخ؟- على أنفسهم يا ابنتي.”
“لا أعلم إلى أين يُمكن أن يسير الأمر ، و لم يشغلني ذلك . من علامات القلب المُنهَك ألا يهتم بسير الأشياء . لا طاقة فيه ليدير دفة شيء ، و لا حتى ليسأل نفسه أسئله سألها قبل ذلك ، و كانت هى سبب إنهاكه .”
“الكتابة كالصلاة، أجملها ما كان فى خلوة و من دون ضجيج ولا حتى ضجيج نور المصابيح، لكننا لا نستطيع أن نكتب فى الظلام.لأجل ذلك أكتفى بقراءة ما يصلنى فقط مستعيضا عن الصلاة بتسبيح لطيف.”