“عندما مات أبي، لم أجد ما أقوله.. لم أكتب.. لم أتلق العزاء.. ولا عاتبت أحدًا لأنه لم يمد لي يدًا يطلب السلوان لي والجنة لوالدي؛ فقد كان من الضروري أن أشعر بأن والدي قد غاب.. قد بعد عني.. كان يجب أن أناديه فإذا لم يرد أدركت أنه ليس هناك؛ وإذا عاودت النداء أيقنت أنني وأنه لسنا هنا؛ فبيننا مسافات في المكان والزمان.. ولم أكن في حاجةٍ إلى معجزة لكي أشعر بذلك .. فقد اقتربت منه وفتح عينيه وقال كلمة، ولما لم أجد ابتسامته الرقيقة أدركت أنه مات، فقد كان الابتسام مثل النقط فوق وتحت الحروف، فهو إذا قال ثلاث كلمات ابتسم خمس مرات.. وكان لابد أن أقنع عقلي وقلبي، وأن أعيد ترتيب حياتي كلها قبل أن أشيع في وجودي كله أنه قد مات.. ولذلك احتجت بعض الوقت لكي أرى أوضح وأسمع أعمق وأفكر أبعد لكي أسترجع الذي كان، فأجعله كأنه ما يزال حيًا أمامي.”
“.. قالوا لي أن مطالبنا قد تحققت فلم أفرح.. فقد كان كل ما يقولونه لي في السابق كذباً وأنا لم أعد تلك الطفلة التي تتفائل بوجوههم السمجة المبتسمة بسخافة..”
“ بقينا لعقود مصرين على أن العلم التجريبي بدأ عندنا قبل بيكون وقبل الغرب، لماذا لا نواجه أنفسنا بالحقيقة ؟ إذا كان قد بدأ عندنا فقد مات عندنا أيضًا، إذا كان العلم التجريبي قد خرج من عندنا، فهو لم يرجع إلينا، لقد أوصدنا الباب خلفه، وقتلنا بنظرتنا الجامدة نحو الأسباب”
“عندما كنت أصغر سنا لم يكن الموت جزءًا من تصوراتي، كان خارج تصديقي، كنت اعتقد أنه بعيد، وأنه يصيب الآخرين ولا يصيبني.الآن أشعر بأنه قريب، وموجود في حياتي، وأن دائرة حصاره صارت أضيق، وكلما مات عزيز عليّ ودعت جزءًا مني…الحياة ليست إلا سباحة للوصول إلى الموت.”
“لم أتعوّد..أن أُفصِح عن مشاعري لأحد..أو أبوح بها لأي مخلوق..كائناً من كان!.حتى لأقرب الناس لي!لأنني أشعر أنها ملكي..خاصة بي وحدي..لم أكن أشعر..أن هناك من يستحقها..أو حتى له الحق..في أن يقترب منها..من قريب أو بعيد!”
“كل ما فى الأمر أنه قد حان الوقت لتكتشف أن العالم الذى كنت تعيش فيه لم حقيقيا ، ربما كان مجرد واقع إفتراضى”