“لم اسمح لنفسي بأن انخدع بابتهاج المبتهجين ولابلهو اللاهينفأحكم عليهم بأنهم سعداء لمجرد انبهاري بمظهرهم الخارجي البهيج وقبل أن أعرفهم عن قرب وأسبر أغوارهم.فكثيراً ماتعاملت مع أشخاص يوحي مظهرهم الخارجي بأنهم لا يعانون من أية هموم كبرى في حياتهم .فلما اقتربت منهم وأعطيتهم سمعى وشجعتهم على الكلام حتى اكتشفت,بعد قليلأنهم ممن تنطبق عليهم كلمة المفكر الفرنسي فولتيرأنهم لايضحكون ابتهاجاً , وإنما تفادياً للانتحار ..!”
“كثيرًا ما تعاملتُ مع أشخاص لا يئنون ولا يشتكون من حياتهم أو ظروفهم الخاصة، ثم سرعان ما عرفتُ بعد اقترابي منهم أنهم حقًا لا يئنون ولكن ليس لأن حياتهم خالية مما يستحق الأنين وإنما لأنهم قد تجاوزوا مرحلة البوح والصراخ إلى مرحلة العجز عن الشكوى، أو إلى مرحلة "الصمت.. قوة الانفعال" وهي مرحلة متقدمة من مراحل الألم يفقد الإنسان معها حتى القدرة على الكلام والشكوى والبكاء. فتعلمتُ هذا الدرس، واستعنتُ به في فهم شخصيات كثيرين يظنهم الغافل سعداء، وهم في الحقيقة "مآس بشرية" تمشي على أقدامها.”
“وكونهم من بنى البشر، فمن المؤكد أيضا أن حقيقتهم تُثير الاشمئزاز، مثلي ومثلك.ولكن المُبشر حتي الآن أن ملامحهم ومظهرهم الخارجي يكذب عليك ويُخبرك بأنهم أُناس طبيعيون..”
“الخلاصة التي توصلت لها بعد دقيقه في هذا العالم هو أن هؤلاء القوم يتظاهرون بأنهم أحياء،.. يتظاهرون بأنهم يأكلون لحما و يتظاهرون بأنهم يشربون خمرا، و بالطبع يتظاهرون بأنهم ثملوا و أنهم نسوا مشاكلهم،.. يتظاهرون بأن لهم الحق في الخطيئة و الزلل..يتظاهرون بأنهم بشر...”
“أخبِر من تحبّهم بأنهم يشبهونك كثيراً، قريبين منك إلى حدٍ كبير، لا تبخل عليهم ولا على نفسك تلك اللحظة .. ربما لا يصدقوك وربما لا يفهمون معنى -قريبين منك- يكفيك أن جعلتهم يدركون ذلك .”
“على الناس ممن لا يعرفون الحُبَّ السعيد، أن يقولوا بعدم وجود الحُب السعيد..بهذا الإيمان سيكون من السهل عليهم أن يعيشوا ويموتوا”