“ولا أعتقد أن مثقفاً جاداً يحترم الإنسان يمكن ان يبرر الطغيان،أو يسمح لنفسه أن يغدو أداة لحمايته..”
“وتساءل وهو يصعدُ عبر دربٍ جانبيّ بمحاذاة الجامع،لكي يغدو على بضع خطواتٍ من بيته:أتستطيعُ قوَّة في الأرضِ أن تنزع عنّا ملامحنا؟ أن تغيّر بصماتِ اصابعِنا؟”
“مالها وما يجري في البلد؟ولكن لا بأس،سيحاول المرّة تلو المرّة ان ينتزعها من التيّار،أن ينقذها من الهدير المخيف الذي اختارت أن تذهب إليه بإرادتها لكي ياخذها بعيداً صوب الضفاف النائية،حيثُ لا قاتل ولا مقتول،وحيثُ تختفي لغة الرصاص،لكي تحلَّ محللها كلمات العشق والمحبّة..”
“الناس يتعاملون مع الآخرين من الخارج، و يفهمونهم من الخارج .. وينشئون معهم العلائق والصلات من الخارج أيضاً .. أما مايحدث في الداخل، حيث يتشكل الإنسان، فلا تمتد إليه عين .. من منّا حاول أن يجتاز الجدار المنظور إلى هناك، لكي يعاين عملية التشكُّل تلك؟”
“هاهي الجسورُ تنقطعُ ثانيَةً،وقواربُ الوَصْل تغوصُ في الأعماق..إنَّ المدَى بينهُما يتّسِع،وهُوَ يُحسُّ الآنَ بأنّ اطمئنانَهُ القَديمَ أخَذَ يَهتز..ويتمنّى أن يصرُخَ طالباً منها ان تعود إليه..ولكِن هيهات..أيمثِّلُ دوراً هو غيرُ مؤمِنٍ به؟أيدَّعي ما هو غيرُ قديرٍ عليه؟ مالها وما يجري في البلد؟ إنها امرأة على ايَّ حال،وخير لها ان تأوي إلى مرافئ الحب والسكينة،من ان تجتازَ البحر المرعب،لكي يفقدَها مُرغماً في النّوء،والرِيح،والعاصِفة!”
“إنّ شرَفَهُ يحتِّمُ عليه أن يقِف مع إخوانه متحدياً..ألاَّ يهرُبَ على الأقل!”
“إن إلهنا وإلهك واحدٌ يا حنّا،وسعيُك أحرى أن يتجه إلينا،إلى دائرته الحقيقية،حيثُ الإيمان يكافح من أجل حماية وجوده في العالم..”